responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 250

أشير إلى عدم كفاية اللبن، إلا أننى قد أخذت منه الجواب المعجز إذ قال: «ما عليك إلا أن تأتى بهم فاللّه- سبحانه و تعالى- ينعم بالبركة للبن» فذهبت إلى أصحاب الصفة و سحبتهم خلفى حتى عفرت وجهى بتراب أرجل الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) و شربنا من ذلك اللبن حتى شبعت بطوننا و قدح اللبن ينتقل من يد إلى يد و لم تنقص قطرة من لبن القدح، إلا أننا لم نستطع أن نشرب أكثر مما شربنا و قد شبعنا إلى درجة أنه بعد أن شربنا بحرص الجائع أصبحنا نتنفس بصعوبة.

يفهم من تعريف أبى هريرة هذا أن فقر أصحاب الصفة و شدة حاجتهم لم يكونا ينقصان من قدرهم لدى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بل كان يزيد قدرهم عنده كلما زاد فقرهم و حاجتهم و كلما كان حامى دين الإسلام- عليه الصلاة و السلام- يشرف مسجد السعادة كان يلاطف المشار إليهم و يطيب خاطرهم بالحديث إليهم و عقب الصلوات كان يستدعى كل واحد منهم على حدة إلى مجلسه مجلس الملائكة و يستفسر عن أحوالهم.

فى الوقت الذى أخذت القبائل ترسل سفراءها لغرض قبول الإسلام، و عندما كثر القرشيون فى المدينة دار السكينة متحيرين بين قبول الإسلام ورده، حسد أشراف قريش ما يظهره النبى (صلى اللّه عليه و سلم) نحو أهل الصفة من آيات المودة و أخذوا يتقولون فى طرد المشار إليهم من المجلس النبوى و إبعادهم منه، حتى إن الأقرع بن حابس التميمى و عيينة بن حصن الفزارى و الآخرين نالوا شرف حضور المجلس النبوى و رأوا أن ثلاثين من أصحاب بدر الفقراء يحيطون بالنبى (صلى اللّه عليه و سلم) كهالة القمر فأخذتهم العزة و الغرور بالإثم و خرجوا عن شعورهم و وعيهم و قالوا: «يا رسول اللّه أبعد عن مجلسك العالى ابن مسعود، و بلال الحبشى و مقداد بن الأسود و سلمان الفارسى و صهيب بن سنان الربيعى و أمثالهم من الغرباء! إننا من العظماء الذين يرعى جانبهم بين الأقوام القرشية فيجب رعاية جانبنا، نحن نتحادث مع ذاتك الكريمة و نستفسر عن الإسلام و نستمع إلى الأحاديث و القرآن، إن الوفود العربية تأتى و تذهب بكثرة و يروننا بين أسافل الناس، و إن هذه الحالة تجلب لنا العار!! إننا ذوو قدر و توقير بين الناس، فإذا ما

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست