responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 249

و مساءا و كان الأصحاب الأغنياء يمتثلون لأوامر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) التى يطيعها العالم كله و يصحبون معهم اثنين أو ثلاثة من هؤلاء إلى منازلهم لإطعامهم كل على قدر ثروته.

و إن كان ما يرويه حضرة فضالة كافيا لإيضاح مدى فقر أصحاب الصفة و شدة جوعهم و شدة تحملهم للحاجة و الفقر إلا أن أبا هريرة بما أنه كان معينا للاطلاع على أحوالهم و شئونهم من قبل الرسول (صلى اللّه عليه و سلم)؛ لذا فهو يعرف أحوالهم أكثر من الأصحاب الآخرين.

يتفضل حضرة أبو هريرة قائلا: «رأيت أن بين رفقائى سبعين نفرا كانوا عراة تمام العرى إذ لم يكن معهم إزار أو رداء و إن كان بعضهم قد وجد قطعة من القماش و ستروا أماكن عوراتهم إلا أن أكثرهم لم يستطيعوا العثور على قطعة قماش قديمة فغطوا أمامهم بأيديهم و ستروا عوراتهم بهذا الشكل.

أقسم باللّه الذى لا إله غيره- تعالى شأنه عما يقولون- إننى لم أستطع أن أتحمل يوما الجوع و أسندت بطنى على الأرض متصورا أنه يساعدنى على الصبر و التحمل و مع مرور الزمن اشتد جوعى و زاد اضطراب جسمى فالتقطت من الأرض حجرا و شددت به بطنى، كان غرضى أن أجد حلا للجوع و قد وصلت حالتى لدرجة أنى يئست من الحياة، و خرجت إلى الطريق لعلى أجد أحدا من أهل المروءة يمر من الطريق، و بعد وقت قصير ظهر الصديق الأكبر و بعده ظهر الواقف على أسرار البشر، و نظر إلى بابتسامة تبعث الحياة و أجال نظره ثم قال:

«تعال يا أبا هريرة» فمشيت خلفه و دخلت بيته بعد الاستئذان و وجد قدحا من اللبن و سأل عن الذى أتى بهذا اللبن فقيل له إن أحد خدم الحرم أهداه و قدمه، ثم توجه إلى بالحديث قائلا: «إن هذا اللبن من حق أصحاب الصفة! اذهب وائت بجميع إخوانك إلى هنا، إنكم ضيوف المسلمين الأعزاء و المحترمين؛ إنكم لا تملكون أهلا و لا عيالا و لا أموالا و ليس لكم مأوى و لا مسكن!» و كان جوعى قد تجاوز حده و رأيت اللبن فى القدح قليلا و من هنا قلت يا رسول اللّه كيف يشبع قدح من اللبن هؤلاء! إنهم سبعون رجلا بالتمام و الكمال و أردت بهذا أن‌

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست