responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 234

كان إمام صف الأنبياء- عليه لوائح التحايا- كان يؤدى صلوات النوافل عند أسطوانة التوبة و فى كل صباح عقب الصلاة يتكئ على تلك الأسطوانة الموزونة و يحادث أصحابه.

و كان المساكين الضعفاء و مرضى المدينة و المسافرون و المؤلفة القلوب من الموحدين و المسلمون بلا مأوى و لا مسكن يجلسون بعد أداء صلاة الصبح و كان طبيب مرضى قلوب الأمة- عليه أطيب التحية- يشرف هذه الجماعة و يستند على تلك الأسطوانة و يقرأ الآيات التى نزلت تلك الليلة أو يفسر الرؤيا للذين رأوا الرؤيا فى تلك الليلة و يعرضونها على النبى- (عليه السلام)- و يستمر جالسا فى ذلك المكان إلى طلوع الشمس.

و زادت تلك الجماعة و ازدحم المكان إلى درجة لم يجد بعض الناس مكانا للجلوس حتى أصبح التنفس صعبا، و فى يوم من الأيام ضاق أشراف المدينة من كثرة الازدحام و تضايقوا، و أظهر بعض الناس سأمهم و مللهم فأنزل اللّه سبحانه و تعالى: «الآية الكريمة»

وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً. (الكهف: 28).

فشغل الذين أظهروا مللهم وضيقهم بعرض ندمهم الشديد و استغفارهم.

كان سيد الخلق سيدنا محمد يعتكف بجانب هذه الأسطوانة و كان يأمر ببسط فراشه خلف أسطوانة أبى لبابة و فى رواية أخرى أن سرير فرشه يبسط فى الجهة القبلية من تلك الأسطوانة و كان يستند فى أيام اعتكافه على ذلك السرير. و بين أسطوانة التوبة و القبر الجليل أسطوانة أخرى.

و بناء على قول عبد اللّه بن عمر أن أسطوانة أبى لبابة هى الأسطوانة الثانية من جهة القبر النبوى و الرابعة من جهة المنبر الشريف و من جهة الساحة

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست