responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 233

و بعد هذه الإجابة أشار إلى حلقة، و كأنه يريد أن يلمح و يومئ أنهم حتى إذا خرجوا إلى الخارج من حصونهم ليسلموا أنفسهم لن ينجوا أن يكونوا طعما لحد السيف و كان غرضه من هذه الإشارة أن يشفق لحالة اليهود الميئوسة؛ و لكنه فى النهاية فهم الخطأ الذى وقع فيه سهوا و ندم قائلا يا ويلاه! إننى خنت اللّه و رسوله ثم عاد إلى المدينة المنورة دون أن يظهر لرسول اللّه، و جعل نفسه مقيدا لتلك الأسطوانة، و قرر فى نفسه ألا يحل قيده حتى تقبل توبته و ألا تطأ أقدامه حيث وجد بنو قريظة، حتى إن فى أوقات الصلاة كانت زوجته العفيفة تأتى و تحل قيوده و بعد أداء الصلاة كانت تربطه مرة أخرى، و دامت هذه الحالة أكثر من عشر ليال حتى أصاب أذنيه الصمم من صوت السلاسل و أصبحت عيناه لا تبصران و لما عرض أمره على قائد جنود الأنبياء- عليه أفضل التحايا.

و ظل مربوطا ست أو خمس عشرة ليلة على اختلاف الروايات إلى أن قبلت توبته و أبلغت الكيفية بالآية المنزلة للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) فتفضل النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، بحل سلاسل يديه المباركتين، حتى إن بعض الأصحاب الكرام قد أخطروا أبا لبابة بنزول الآية بخصوص إطلاق سراحه و أرادوا أن يفكوا سلاسله إلا أنه قد أقسم قائلا لا، يجب أن يفك النبى السلاسل بذاته فلا أقبل أن يحلها الآخرون و بناء على هذا تلطف معدن الرحمة و الشفقة بحل سلاسله بذاته و إطلاق سراحه، و أطلق بعد هذه الحادثة المشهورة على هذا العمود أسطوانة أبى لبابة بن المنذر.

قالت طائفة من المؤرخين إن سبب حدوث هذه الواقعة أى أن قيد أبى لبابة نفسه إلى أسطوانة التوبة و ربطه نفسه هو تخلفه عن الاشتراك فى غزوة تبوك لأن النبى (صلى اللّه عليه و سلم) عندما عاد قال لأبى لبابة لماذا تخلفت عن هذه الغزوة؟ فاضطرب أبو لبابة من السؤال و لم يجد جوابا و ذهب إلى الأسطوانة التى أمام غرفة أم سلمة رضى اللّه عنها- و ربط نفسه و أخذ يتجرع مصاعب الصبر و التحمل و أخذ يستغفر ما يقرب من سبعة أيام و فى النهاية نزلت الآية الكريمة التى تفيد قبول توبته فحلت سلاسله بواسطة السيدة أم سلمة، و قال بعضهم أيضا إن ثمامة بن أثال الحنفى أيضا قد قيد لتلك الأسطوانة.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست