responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 216

المعتزلة و الفلاسفة حملت حديث الأحجار و الحبوب، و الأشجار و النباتات على المجاز و تجرءوا على تأويل معجزة حنين الجزع و قالوا إن حنين جذع النخلة و أنينه قد أسمع للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) و أصحابه المختارين سماعا باطنيا و ملكوتيا مع أن القول الصحيح سماع أنين ذلك العمود و صياحه ظاهرا بالأذن، و بعض العلماء الذين يشغلون أنفسهم بتأويل هذا القول و توجيهه ينكرون مثل المعتزلة و الفلاسفة أن الجمادات و النباتات و الحيوانات يعرفون اللّه و رسوله و أنها تسبح اللّه سبحانه و تعالى تسبيحا حقيقيا، لأن أكثر علماء الكلام الذين اختاروا مذهب المعتزلة و الفلاسفة حملوا الكلام و الصيحة اللذين ظهرا من الجزع على المجاز قطعيا و قالوا، لم يكن فى الجزع شعور حتى يصدر منه صوت، يمكن أن اللّه- سبحانه و تعالى- أظهر الكلام كمعجزة للنبى (صلى اللّه عليه و سلم) فى ذلك الوقت، لأن النطق و الكلام و التقديس و التسبيح و الخوف و الخشية فى حاجة إلى العقل و العقل فى حاجة إلى الحياة و الحياة فى حاجة إلى اعتدال مزاج و جوارح و أجهزة مستعدة للنطق و الكلام، و إن التسبيح فى قول اللّه تعالى‌ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ‌ (الإسراء/ 44) تسبيح بلسان الحال، و أولوا الخشية التى فى قول اللّه تعالى‌ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَ إِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَ إِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَ مَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ‌ (البقرة: 74) إنها انقياد و طاعة بناء على فحوى أن الخشية مجاز عن الانقياد و حملوها على الانقياد كما حملوا ما صدر من عمود الحنان من صياح على المجاز.

مثنوى‌

قل ما تقول ما لم يكن من يعلمون‌* * * و لك أن ترد كل ما يقولون‌

ما أكثر هؤلاء المتشككين‌* * * و هم فى شكهم يعمهون‌

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست