نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 171
و بعد أن وقفت الناقة عريقة الأصل أمام بئر «جمل» قليلا، قامت و سارت و بركت أمام باب دار أبى أيوب الأنصارى- رضى اللّه عنه- الذى كان فى اتصال منزلى ابن عائذ و سعيد بن منصور، و بعد عدة دقائق قامت لتبرك مكان المنبر الحالى لمسجد السعادة و أخرجت صوتا خاصا بالنياق و مدت رقبتها عندئذ ترجل النبى (صلى اللّه عليه و سلم) قائلا: «هذا المنزل إن شاء اللّه»، و بناء على إذن الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) أخذه أبو أيوب الأنصارى إلى داره و قد ساعده زيد بن حارثة على حمل ملابسه (عليه السلام)- و أشياءه الخاصة.
عندما بركت ناقة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) أمام باب دار أبى أيوب الأنصارى خرجت جوارى بنى النجار فى الشوارع أخذن فى إنشاد.
نحن جوار من بنى النجار* * * يا حبذا محمد من جار
و يضربن الدفوف [1] و أخذن فى إظهار سرورهن و قال ذلك النبى محبوب العالم (صلى اللّه عليه و سلم) لهن هل تحببننى؟ فقلن: «نعم و إننا نعلن عن سرورنا بهذه الطريقة» فقال: «ثلاث مرات أقسم باللّه و إننى أحبكن» و على رواية «يعلم اللّه إننى أيضا أحبكن» و زاد سرورهن بهذه الالتفاتة النبوية الكريمة فزدن فى إظهار علامات الفرح و الابتهاج.
و قد زاد فرح و ابتهاج أهالى دار الهجرة الكرام فى ذلك اليوم و قد تحولت دار القرار المدينة المنورة فى ذلك اليوم إلى منزل عرس و خرجت نساء الخدور إلى الشوارع و هن ينشدن:
طلع البدر علينا* * * من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا* * * ما دعا للّه داع
[1] حينما مر بنو إسرائيل من بحر فرعون كانت أخت موسى «كلثوم» أيضا قد غنت و هى تضرب الدف للإعلان عن سرورها.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 171