نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 169
و قتل أسعد بن زرارة فى واقعة «يوم بعاث» نبيل بن الحارث و مع ذلك بقدوم النبى الميمون تبدلت تلك العداوة فى تلك الساعة و الحين إلى المودة و المحبة.
ظل الرسول الأكرم- (عليه سلام اللّه )الأعظم- فى منازل بنى عوف ما يقرب من أربع عشرة ليلة [1] و فى هذه الفترة أسس مسجد قباء و أخذ يصلى فى داخله مع أصحابه الكرام علنا.
إن أول مسجد أسس فى الدولة الإسلامية الأبدية المعبد الذى طرح و بنى فى قرية قباء كما أن أول معبد شريف أقيمت فيه الصلاة علنا هو ذلك المسجد الأقدس.
و بعد أن أتم سلطان الأنبياء بناء مسجد قباء ركب ناقته الخاصة و خرج إلى الطريق مستصحبا بنى النجار و ذلك ليشرف المدينة المنورة، و كان ذلك اليوم يوم الجمعة و لما وصل إلى قرية بنى سالم بن عوف حل وقت صلاة الجمعة فنزل مع مائة نفر الذين كانوا فى ركابه المستطاب فى وادى «ذى صلب» الكائن داخل وادى «رانونا» و أدوا الصلاة فى هذا الوادى بادى السعادة.
بما أن صلاة الجمعة قد أديت فى هذا الموقع من المدينة المنورة فقد أحيط ذلك الموقع بجدار منخفض و أطلق عليه مسجد الجمعة فيما بعد.
و لهذا المسجد اسم آخر هو «عبيب» و يقع فى الجهة اليمنى من الذين يذهبون إلى قباء.
و بعد أن أدى سيد الزاهدين- (عليه سلام اللّه )المعين- صلاة الجمعة امتطى ناقته و استمر فى طريقه. و بعد مرور وقت قصير وصل إلى المدينة المنورة و مر من أمام منازل أشراف المدينة المنورة الذين رجوه أن ينزل عندهم و لكنه استمر فى طريقه و فى أثناء ذلك كان يصيب باليأس الذين يمدون أيديهم إلى زمام ناقته القصواء حبا فى نيل ضيافة النبى (صلى اللّه عليه و سلم) إذ يقول: «إن زمام ناقتى مسلم ليد القدر
[1] هذه الرواية منقولة عن أنس بن مالك، و قال ابن زبالة أن صاحب الرسالة ظل فى منازل بنى عوف واحدا و عشرين يوما و فى بنى عروه أحد عشر يوما.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 169