responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 166

ظهروا منيرين الطريق و حينما أدرك أن الذى شرف النبى و رفيقه لم يمتلك صبره و صاح قائلا: يا بنى قيلة [1] هذا جدكم».

إن أخيار الأنصار و هم أفراد قبائل الأوس و الخزرج قد سروا من الخبر الذى يجلب الصفاء و الذى ينشره اليهودى بسرعة فتسلح جميعهم و امتطوا جيادهم حتى يكونوا فى شرف استقبال الركب المحمدى الذى يرسل أنواره كنور القمر و ذهبوا إلى الحرة المذكورة من قبل و بعد أن نال كل واحد منهم شرف تقبيل قدم حبيب رب العزة قدم أهل المدينة الذين وصلوا واحدا تلو الآخر بإيراد خطب مناسبة، و قد أظهر المستعدون لقبول الإيمان الفرح و السرور و خرجوا خارج المدينة كما أن اليهود و المشركين قد خرجوا خارج المدينة مغتاظين متنفرين حتى خلت دار الهجرة فى ذلك اليوم المنير من الناس.

و أحنى الأنصار البررة جباههم لتراب أقدام سيد الكونين و عرضوا على رياحين إخلاصهم و طاعتهم و أظهر كل واحد منهم فرحته و سروره على طريقته، و أنشد من كان شاعرا فيهم و لا سيما الذين سروا من مقام سيدنا محمد فيهم قصائد مدح ممتازة للنبى (صلى اللّه عليه و سلم)، فسر النبى (صلى اللّه عليه و سلم) من هذه الحالة و تحرك فرحا مسرورا و إذ رأى موحدى أرض يثرب عامة حالة الفرحة و الصفاء التى سادت الموقف أخذ كل واحد منهم يأتى بحركة تدل على عدم المبالاة إلا أنها كانت فى حدود الأدب، و فى الواقع فإن تلك الساعة كانت من أجل أهل المدينة المحظوظين كانت ساعة من مسرة خاصة بهم حتى إن سكان الملأ الأعلى قد خرجوا لمشاهدتها و نشرت الشمس و أرسلت أضواء الفرحة و المباهاة فوق أهل يثرب، و حينما تحرك الموكب النبوى من موقع الحرّة، تقدمه أبطال الأوس و الخزرج و قاموا بمهمة الدلالة، و وصل الذات النبوى العالى إلى منازل بنى عمرو بن عوف، و نزل فى ظل نخلة و قام من هناك ليضع ظله الجليل فى منزل «كلثوم بن هدم» من العرب المعروفين أو فى منزل «طاهر بن يحيى» فى القرب من بئر غرس، و كان يقول للصحابة الذين يرجونه أن يشرف منازلهم «إننى سأذهب إلى منازل بنى النجار


[1] هم الأنصار؛ و قيلة اسم جدّة كانت لهم.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست