نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 151
و قد أخذ أسعد بن زرارة مصعب بن عمير عقب أداء صلاة الجمعة الأولى [1] إلى بيوت الأنصار فى قرية بنى عبد الأشهل و من هناك أخذه إلى قرية بنى ظفر القريبة من القرية السابقة و طلب من حضرة مصعب أن يدعو أهالى القريتين المذكورتين إلى مائدة الإسلام ذات الفوائد العميمة بينما هو جلس فى ركن من الأركان، و أخذ الناس يقبلون على قبول الإسلام بجهود أسعد بن زرارة و غيرته، و اجتمعوا حول مصعب و أقبلوا على استماع القرآن الكريم منه؛ إلا أن سعد بن معاذ و أسيد بن حضير من أشراف بنى عبد الأشهل غارا من استجابة أهالى القرتين إلى دعوة مصعب و دخولهم إلى الإسلام فرادى و ولوجهم فى دائرة الإيمان الباهرة ذات الفيوضات و أخذا بفكران فى أسباب إخراج أسعد بن زرارة و مصعب بن عمير (رضى اللّه عنهما) من القريتين سالفتى الذكر.
و كان سعد بن معاذ ابن أخت أسعد بن زرارة، و أحنى سعد رأسه مدة مفكرا قال رافعا رأسه: «يا أسيد! إنك شريف بين القبائل و رجل مع علية القوم! فإنك ترى أن مصعب بن عمير و أسعد بن زرارة (رضى اللّه عنهما) يحسبان نفسيهما من يمثلان الحق و بهذا يغفلان سادة رجال القرية! عليك أن تزجرهما و تزعجهما و تخرجهما من حدود قريتنا و تطردهما! إن أسعد بن زرارة ليس منا بعد الآن و هكذا شجع رفيقه أسيد بن حضير.
و أخذ أسيد بن حضير حربته و توجه بكل شدة وحدة إلى المنزل الذى شرفه مصعب بالإقامة فيه، و كان أسعد بن زرارة قد ركز أنظاره إلى الأطراف و الأكناف حتى يعرف كيف سيتحرك سعد بن معاذ، و لم يعجبه و جهة توجه أسيد، و لما أطلع أسعد بن زرارة مصعبا على شأن أسيد قال مصعب بن عمير: إذا ما ألقى اللّه سبحانه و تعالى حب الإسلام فى قلبه تتيسر مهمتنا!! و بعد فترة وصل أسيد و قال و هو فى أشد غضبه ما غرضك من جلب مصعب بن عمير إلى قريتنا يا أسعد بن زرارة؟ و ما هو قصدك من إضلال و خداع ضعفاء قومنا؟ إذا كانت لكم
[1] أول صلاة الجمعة التى صليت فى المدينة هى التى كانت الإمامة فيها لمصعب و كانت فى هزم حرّة بنى بياضة فى بقيع يقال له بقيع الخضمات- و يقال نقيع بالنون- و كانوا أربعين رجلا.
انظر: الدر فى اختصار المغازى و السير لابن عبد البر، ص 69.
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا جلد : 3 صفحه : 151