responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 150

الأوس و الخزرج يقولون: «قد اقترب زمن ظهور سيد البشر (صلى اللّه عليه و سلم) و إننا سنجعلكم علفا للسيف بمعيته» و يعلقون انتقامهم إلى ظهور نور نبوة محمد- عليه و على آله صلوات اللّه الستار.

و فى العام المقبل أى فى السنة الثانية و الخمسين من ولادة السلطان الجديد الذى سخرت له الرسالة (صلى اللّه عليه و سلم) شرف أيضا صحراء «منى» حتى يدعو الحجاج الواردين إلى الإسلام و ليهديهم إلى طريق النور المستقيم و يرحب بحجاج القبائل، و تلا الآيات البينات للذين رأى فيهم استعدادا لقبول الإسلام و تلاقى فى هذه المرة مع عشرة أنفار من قافلة المدينة عند العقبة عرضوا بيعتهم عليه بالشروط الآتية: «ألا يشركوا باللّه، ألا يسرقوا و ألا يقتلوا و ألا يزنوا، و ألا يفتروا على أحد و ألا يرموه بالبهتان فى الحال و المستقبل، و ألا يعصوا أوامر الشارع و أن يمتثلوا لأوامر النبى المطاعة فى العسر و اليسر فى المنشط و المكره، و إن يحبوا النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بأن يقدموه على أنفسهم و ألا ينازعوه فى أى شى‌ء و أنه يقول الحق فى جميع الأحوال و ألا يخافوا لومة لائم فى إظهار الأمر الحق».

و عقب هذه البيعة [1] فتح النبى (صلى اللّه عليه و سلم) فمه الشريف ناصحا و قال: «إذا ثبتم فى أقوالكم موفين بعهدكم لكم الجنة، أما إذا تركتم أحد هذه الأمور فاللّه- سبحانه و تعالى- إما يعفو أو يعذب و يعاقب».

عاد الذوات الكرام الذين قبلوا الإسلام وفق الشروط المحررة و بعد أن ودعوا الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) و عندما وصلوا إلى المدينة المنورة أخذوا يظهرون شعار الإسلام و بادروا فى أداء الصلاة هنا و هناك.

و بعث معهم بناء على رجاء الأنصار السابقين مصعب بن عمير [2] حتى يصلى مع المسلمين و ليعلمهم أحكام الشريعة الغراء و تلاوة القرآن الكريم على طريقة صحيحة، و أمروا بأن يختاروا أسعد بن زرارة من بينهم لإمامة صلاة الجمعة.

و نزل مصعب بن عمير فى الدار التى يسكن فيها أسعد بن زرارة و نال شرف الإمامة الغالية للأنصار الذين قبلوا الإسلام بجهود مصعب بن عمير و ترغيبه.


[1] إن مصعب بن عمير أول من أطلق عليه لقب المقرى من الأصحاب الكرام.

[2] و هى بيعة العقبة الثانية: انظر سيرة ابن هشام 2/ 73، ابن سعد 1/ 1/ 147، و تاريخ الطبرى 2/ 355، و غيرها.

نام کتاب : موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب نویسنده : أيوب صبري باشا    جلد : 3  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست