نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 54
سباع تموج وزاقولة # لها في البطالة حظ رغيب
و للقسّ حزن يهيض القلوب # و وجد يدلّ عليه النحيب
و قال الشابشتي [1] ... «و ذكر ما قال الشابشتي و قد نقلته آنفا. و قال ابن فضل اللّه العمري: «دير العذارى و هو بين سرّ من رأى و بغداد بجانب العلث على دجلة في موضع حسن فيه رواهب عذارى و كانت حوله حانات الخمر و بساتين و متنزهات، لا يعدم من دخله أن يرى من رواهبه جواري حسان الوجوه و القدود و الألحاظ و الألفاظ. قال الخالدي: و لقد اجتزت به فرأيته حسنا و رأيت في الحانات التي حوله خلقا يشربون على الملاهي و كان ذلك اليوم عيدا له، و رأيت في جنينات لرواهبه جماعة يلقطن زهر العصفر و لا يماثل خمره خدودهنّ، ثم إنّ دجلة أهلكته بمدودها حتى لم يبق منه أثر و لجحظة فيه أخبار و أشعار لأنه كان مكانه و مأواه، و إليه ينجذب هواه و فيه يقول ابن المعتز:
أيا جيرة الوادي على المشرع العذب # سقاك حيا حيّ الثرى ميت الجدب
و حسبك يا دير العذارى قليل ما # يحن بما تحويه من طيبة قلبي
كذبت الهوى إن لم اقف اشتكي الهوى # اليك و ان طال الوقوف على صحبي
و عجت به و الصبح ينتهب الدجى # باضوائه و النجم يركض في الغرب
أصانع اطراف الدموع بمقلة # موفّرة بالدمع غربا على غرب
و هل هي الاحاجة قضيت لنا # و لوم تحملناه في طاعة الحبّ
و قال الخالدي: و أنشدني جحظة لنفسه:
قالوا قميصك مغمور بآثار # من المدامة و الريحان و القار [2]
فقلت من كان مأواه و مسكنه # دير العذارى لدى حانوت خمّار