نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 52
و قال كريستنسن: «و لم يكن أول اضطهاد الحق النصارى أيام كسرى راجعا إلى التعصب الديني بل كان مرجعه إلى أمور سياسيّة، و يحكي الكتاب السرياني الذي يصف حياة القديس أوجين أنّ سابور قد رغب في رؤية هذا الزاهد النصراني و كان يجلّه كثيرا فقد شفى أوجين ولدين للملك [1] ، كانا فريستين للشيطان، و حق أنّ كتاب حياة أوجين مصدر مشكوك فيه كثيرا...
و مع ذلك فان البغض الدفين الذي يحمله نصارى ايران للدولة كان خطرا دائما عليها، ذلك بعد أن اتخذ ملوك الروم شعارا الصليب و لم يتردد سابور في اضطهاد هذا العدو المواطن و قد استمر هذا الاضطهاد إلى نهاية عهده الطويل» [2]
دير العذارى
قال الشابشتي: «هذا الدير اسفل الحظيرة [3] ، على شاطيء دجلة، و هو دير حسن، حوله البساتين و الكروم، و فيه جميع ما يحتاج إليه، و لا يخلو من متنزه يقصده للشرب و اللعب، و هو من الديارات الحسنة و بقعته من البقاع المستطابة، و إنما سمّي بدير العذارى لأن فيه جواري متبتلات عذارى هنّ سكانه و قطانه فسمي الدير بهنّ، و ذكر يموت بن المزرع عن الجاحظ قال: حدثني ابن فرج الثعلبي أن قوما من بني ثعلب [4] أرادوا قطع الطريق على مال السلطان فأتتهم المعاينة فأعلمتهم أن السلطان قد نذربهم فساروا ثم أزمعوا على الاستخفاء في دير العذارى، فصاروا الى الدير ففتح لهم فما استقرّوا حتى سمعوا وقع حوافر الخيل في طلبهم، فلما أمنوا و جاوزتهم الخيل خلا كل واحد منهم بجارية هي عنده عذراء فاذا القسّ قد فرغ منهنّ فقال بعضهم:
[1] على حسب قصة «سيرة القديس أوجين» تأليف مؤرخ نصراني بالسريانية.