نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 51
المدائن و اسفاين، فأمر سابور بالقبض عليه و لكنه لاطفه ليتمجّس فامتنع كل الامتناع فغضب عليه و على مائة و ثلاثة من رجال النصرانية و أمر بسجنهم ثم جمع من مملكته ستين ألف نصراني و أخرجهم إلى الميدان بكرخ ليذان و طلب من الفطرك المذكور أن يأمر النصارى الحاضرين أن يكفروا بالمسيح -ع-و يدخلوا في دينه فان فعلوا ذلك فانه يعطيهم ما أحبّوا من المال و الجاه و يجعلهم أشرافا [1] ، و إن أبوا فانه يأمر بضرب أعناقهم بلا تأخير.
فلما سمع شمعون ذلك حمّسهم و حضّضهم على الاباء و الرفض، فغضب سابور و أمر أن تضرب رقابهم بحد الحسام و معهم الفطرك المذكور، و في تمام تلك السنة أمر سابور بقتل النصارى في باجرما و كرخ سلوخ و الأهواز و الدير الأحمر و إربل و آشور و الموصل و نينوى و المرج و الجزيرة و الفرات فقتل منهم مائة ألف و تسعون ألفا [2] و كان بينهم دخنان شاه بنت ملك الأهواز» [3] .
و ذكر ماري بن سليمان أنّ الفطرك شمعون بن صباعي كان يلبس الثياب الديباج، و لما رتّب في منصب الفطركة منع النساء من الاختلاط بالرجال في الصلاة، و أنه في عهده بسط سابور ذو الأكتاف أذيته على النصارى و كان يعذبهم بأنواع العذاب من الجوع و الضرّ و الحبس و غير ذلك و يسفك دماءهم و يبقر بطون الحوامل، و يمنع من دفنهم حتى تأكلهم الطير، و أغراه أولياؤه و اليهود بشمعون بن صباعي و قالوا له: لا ينفعك شيء مما تفعل لأن شمعون يشجع النصارى و يمدهم بالنفقات فقبض عليه و على مائة رجل و رجلين منهم مطارنة و أساقفة و قسّان و شمامسة، و طلب من ابن صباعي تطبيق الجزية على أصحابه و أخذها من أصحاب الصرف و غيرهم فقال له: إني لست جابي مال لكن راعي غنم المسيح. و انتهى أمره إلى القتل [4] على النحو الذي ذكرت.
[1] و معنى ذلك جعلهم من طبقة الأحرار و النبلاء المسماة (آزادان) راجع كتاب «ايران في الساسانيين» تأليف العلامة كريستنسن «ص 87 من الترجمة العربية» ترجمة يحيى الحشاب.