نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 299
كل سنة يبلغ زوار الشيعة من العرب و العجم نحو ثلاثين ألفا، يأتون الى هذه المشاهد للزيارة و يقال لسامراء العسكر. و طولها و عرضها ثلاثة فراسخ تقع على ساحل دجلة. و هي من بناء الخلفاء العباسيين، و أكثر بيوتها الى الآن ظاهرة، و لها مسجد كبير من بناء الخلفاء. و المنارة فيه يقال لها «الملوية» لا تزال قائمة، و يصعد اليها من الخارج بالتواء، بخلاف سائر المنائر فان طريق الصعود اليها من سلم في الداخل. و في سامراء البطيخ الأحمر كثير الجودة، و ليس فيها و لا في الدور و تكريت بساتين من جهة أن أرض تلك الأنحاء كلسية.. هذا و نذكر زيادة في الايضاح ان السيد المنشي كان موظفا في القنصلية البريطانية ببغداد، اي في معية المستر ريج القنصل المار ذكره.
رحلة جونز
و ممن اشتهر ذكره من الأجانب في العراق في اواسط القرن التاسع عشر الكوماندر فيليكس جونر. و كان هذا من رجال البحرية في الحكومة الهندية (الانكليزية طبعا) يومذاك، و قد انتدب لمهمات كثيرة في العراق كان من أهمها مسح الأنهر العراقية، و لا سيما نهر دجلة، تمهيدا لفتح خطوط ملاحة نهرية فيها. و من جملة رحلاته هذه (رحلة بالباخرة الى شمال بغداد) [1] بدأ بها على ظهر الباخرة (نيكوتريس) في يوم 2 نيسان 1846، و قد وصل في هذه الرحلة الى سامراء مساء يوم 6 منه.
و هو يكتب عن سامراء في تلك الأيام، فيقول: .. تقع بلدة سامراء الحديثة على جرف عال ممتد فيكوّن الضفة اليسرى من دجلة، و هي الآن محاطة بسور متين شيّد على حساب شيعة الهنود المتنفذين. و حينما زرتها في 1843، كان هذا السور قد بدىء بتشييده حديثا، و كانت البلدة قبله