responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 270

من الأتراك ليلا، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، و عليه مدرعة من شعر، و على رأسه ملحفة من صوف، و هو مستقبل القبلة، يترنم بآيات من القرآن في الوعد و الوعيد، ليس بينه و بين الأرض بساط الا الرمل و الحصى. فأخذ على الصورة التي وجد عليها، و حمل الى المتوكل في جوف الليل. فمثل بين يديه، و المتوكل يستعمل الشراب، و في يده كأس. فلما رآه أعظمه و أجلسه الى جانبه.

و قيل له: لم يكن في منزله شي‌ء مما قيل عنه، و لا حبالة يتعلق عليه بها.

فناوله المتوكل الكأس التي كانت بيده فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي و دمي قط، فاعفني فأعفاه.

و قال له: -أنشدني شعرا استحسنه.

فقال: -أني لقليل الرواية للشعر.

قال: -لا بد ان تنشدني، فانشده:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم # غلب الرجال فما أغنتهم القلل

و استنزلوا بعد عز من معاقلهم # فاودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صائح من بعد ما قبروا # اين الأسرة و التيجان و الحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة # من دونها تضرب الاستار و الكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم # تلك الوجوه عليها الدود يقتتل

قد طال ما أكلوا دهرا و ما شربوا # فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا

قال: -فأشفق من حضر على عليّ، رضي اللّه عنه. و ظن ان بادرة تبدر اليه. فبكى المتوكل بكاء شديدا حتى بلت دموعه لحيته، و بكى من حضر. ثم أمر برفع الشراب.

ثم قال: -عليك يا أبا الحسن دين؟

قال: -نعم أربعة الآف دينار.

فأمر بدفعها اليه، ورده الى منزله مكرما.

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست