نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 249
فيقول [1] ان من بين النفائس الموجودة في متحف اللوفر، و المتحفة البريطانية و متحف الآثار العربية في القاهرة، قطعا فنية رائعة من صنع سامراء و الفسطاط مثل الصحون و الأكواب و المزهريات و الجرار و الأسرجة، المصنوعة للبيوت و المساجد. و قد زينت هذه جميعها بزخارف ذات بريق معدني أخاذ أو كسيت بطبقات معدنية دقيقة ذات صبغات قزحية. و يذكر، في صدد البحث عن المباني التي أنشأها أحمد بن طولون في مصر، ان هذه المباني كانت متأثرة الى آخر حد بفن العمارة المعروف في سامراء التي قضى معظم أيام صباه فيها. و ان شطرا كبيرا من القرآن الكريم قد نقشت آياته بخط كوفي جميل على الأفريز الخشبي الممتد حول داخلية جامع ابن طولون-كما يقول [2] بالاضافة الى ذلك ان المعتصم يعزى اليه تأسيس معامل جديدة للزجاج و الصابون في سامراء و بغداد، قد أمر بتأسيس معامل للورق فيها أيضا.
هذا و هناك مراجع [3] ثلاثة أخرى عن الفنون الاسلامية، كتب أصحابها عن سامراء و فنها المعماري بصورة مقتضبة، لكن مرجعنا المذكور في أعلاه يعتبر أكثرها فائدة و أحدثها في المعلومات و الاحاطة.
خلفاء سامراء
كانت سامراء، برغم ما صرف على تشييدها و انتقال مقر الخلافة اليها من مال و جهود، قد قدر لها أن تكون قصيرة العمر و ان لا يطول امد الخلافة فيها الا مدة لا تكاد تبلغ الخمسين سنة و نيف (833-882) .
فقد تربع على كرسي الخلافة العباسية الذي انتقل اليها خلفاء ثمانية فقط، لم يكن أكثرهم سوى آلات مسيرة بأيدي القواد الأتراك، الذين استفحل أمرهم