responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 206

أطلالها و هي متأثرة بعوادي الزمن في الغالب بحيث يمكن استقصاء تخطيطها من دون حفريات تقريبا. و بوسع المرء أن يرى من الجو المدينة تلك بقصورها و شوارعها الوسيعة و ساحات سباقها، حتى أنه ليصعب على المرء أن يصدق بأنه ينظر الى مدينة مندثرة تخلى عنها سكانها منذ ثلاثة عشر قرنا.

و اذا عدنا الى حديث المعتصم و مدينته نجد انه بعد ان شيد «دار العامة» و جاء بالمهندسين الحاذقين من البلاد النائية ليختاروا له مواقع القصور الأخرى، و الجوامع و ما أشبه، شرع بتخطيط قسم السكن من المدينة و بتخصيص قطع الأرض لبناء البيوت العائدة لمواطنيه. لكنه تذكر السبب الذي ترك بغداد من أجله فشيد ثكنات جسيمة مسيجة لجنده الأتراك في شمالي المدينة، بمعزل تام عن الأحياء السكنية. ثم اشترى لكل واحد منهم جارية يتخذها زوجة له، و منع الطلاق الى حد الجيل الثاني من النسل. و بعد ان انتهى من هذه المهمة، وجه اهتمامه الى الحصول على الصنّاع و المواد من أطراف العالم العربي جميعه لتجميل مدينته و ما فيها من أبنية. فأسست مقالع للمرمر و أماكن خاصة للبنائين في أماكن نائية مثل أنطاكية و الاسكندرونة في سورية، ثم أرسلت الوفود الى مصر لتجمع من الكنائس المسيحية الأعمدة و مواد التبليط و الزخرفة.

و قد برهنت البقع الواسعة من الأرض المنحصرة ما بين السن الصخري الذي شيدت فوقه المدينة و ضفاف دجلة على خصبها، فزرعت فيها جميع الأنواع المعروفة من الفواكه و الأزهار بحيث صارت القصور المشيدة فوق السن العالي تطل على جنان نظرة من الحدائق و البساتين. و قد اتسعت المدينة نفسها بين عشية و ضحاها برعاية الخليفة المستعجل، الذي اعتاد على التجوال في الشوارع خلال الأمسيات، و توزيع المنح و الهبات السخية الى المواطنين و المهندسين الذين كانوا يتفوقون في أعمالهم العمرانية خلال النهار. و لم تكن المدينة قد اكتمل بناؤها حينما توفي المعتصم، لكن حمّى التعمير و الانشاء كانت قد تفشت فاستمرت تسير من دون انقطاع في أيام من جاء بعده من الخلفاء.

و يأخذ المستر سيتون لويد بوصف الأبنية المهمة التي أقيمت في سامراء

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست