responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 199

بناء سامراء

و بعد ان اختار المعتصم موقع سامراء، على ما مر ذكره، عهد تخطيطها و بناءها الى أشناس، القائد التركي، على ما يقول بروكلمان‌ [1] . فأنشأ فيها هذا قناتين متفرعتين من دجلة الى الشرق، خلعتا على المدينة الجديدة، بالأضافة الى النهر نفسه، منعة الحصن البحري، و كانت المدينة تنتظم من قبل ثمانية أديرة نصرانية. و لقد شيد قصر الجوسق للمعتصم أولا، حتى اذا ما جاء بعده خلفاؤه و كانوا سبعة طوال نصف قرن، حلوا جيد المنطقة بقصور و مساجد جديدة. و على الرغم من أنه لم يبق لنا من هذه المنشآت الفخمة التي أقيمت خلال تلك الفترة القصيرة من الازدهار الا خرائب و أطلال فالحق أنها تقدم لنا صورة عن فن العمارة في العصر العباسي هي أنبض بالحياة من تلك التي تقدمها بغداد، حيث عبثت أيدي الأجيال المتأخرة بما ثبت من آثارها في وجه الأعصار المغولي. و الواقع ان المعماريين المسلمين اعتمدوا في الشرق، كما اعتمدوا في الغرب، التقاليد القديمة سواء بسواء. فقصر الخليفة المتوكل الموسوم بلگوارا و هو أهم بناء لا تزال أسسه محفوظة لنا في سامراء-انما شيد على طراز قصور المدائن الفهلوية من حيث التصميم العام، و تخطيط المساحات و شكل الواجهات.

أما مهندسو الجامع الكبير فتأسوا أثرا أعرق و أوفر حظا من جلال القدم.

ذلك أنهم بنوا مئذنة هذا الجامع فوق قاعدة طولها (328) ياردة على طراز الأبراج البابلية ذات السلالم الخارجية الملوية، و هي «الزقورة» . و الحق ان الموارد العظيمة التي كانت ما تزال في متناول هؤلاء المعماريين، على الرغم من أن الامبراطورية كانت في ذلك الوقت قد أخذت في الانحطاط، لتظهر لنا أوضح ما يكون الظهور من مساحة الجامع الهائلة حقا. فهو بمثابة مستطيل يبلغ (260) مترا طولا، و (180) مترا عرضا تقريبا. و يستغرق


[1] الص 210 و 211، ط 4، من الترجمة العربية.

نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر    جلد : 13  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست