نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 197
له «.. اننا نجد فيما عندنا من مدونات ان المكان يسمى سر من رأى، و أن هناك نبوءة تقول ان ملكا مظفرا، قويا عظيما، ترافقه حاشية من رجال تشبه أوجههم طيور الفلا، سيعيد بناءه في يوم من الأيام» . و كأن الرهبان في جوابهم هذا كانوا يتوقعون قبض نصف المليون من الدنانير التي دفعت لهم فيما بعد تعويضا عما استملك من أراضيهم في هذا الشأن. و على كل فان القسم الأخير من النبوءة هو الذي تأثر به المعتصم، لأنه سرعان ما تذكر أباه هارون الرشيد و كان قد اخبره بالشيء نفسه تقريبا في مناسبة سابقة. فقد خرج للصيد مع اخوته في يوم من الأيام فلم يكن موفقا فيه، و لم يصطد سوى بومة واحدة، و حينما جاء بها خجلا و وضعها بقرب ما كان اخوته قد اصطادوه من طيور الحبارى و الغزلان تأثر أبوه هارون بذلك لسبب من الأسباب و تنبأ له بأنه سوف يتربع على كرسي الخلافة ذات يوم، و ان رجال حاشيته ستكون لهم أوجه كأوجه البوم. و لذلك استقر المعتصم في سامراء و شرع ببناء قصر منيف له سماه «دار العامة» في مكان الدير، و خطط مدينة من اجمل المدن القديمة في تخطيطها و طراز بنائها.
و يقول السر بيرسي سايكس في كتابه «تاريخ ايران» [1] ان قائدا تركيا كان قد تعين للقيادة العسكرية العليا التي كانت تعمل في غرب الامبراطورية على عهد الخليفة هارون الرشيد، و كان ذلك قبل ان يتولى المعتصم الخلافة بثمان و أربعين سنة. و في خلال هذه المدة كان يؤتى بالاف المماليك الأتراك من آسية الوسطى للإنخراط في سلك الجيش، و تكوين أفواج الحرس الملكي.
و استطاع الكثيرون من هؤلاء أن يحوزوا على رضا الخليفة فأخذوا يحلون بالتدريج في محل العرب الذين عادوا الى باديتهم. و قد ظهرت مساوىء هذا الجهاز منذ البداية، لكن المعتصم كان يزداد اعتماده على الأتراك كلما ازداد