نام کتاب : موسوعة العتبات المقدسة نویسنده : الخليلي، جعفر جلد : 13 صفحه : 196
هذا و يقول المؤرخ الألماني المشهور كارل بروكلمان في كتابه (تاريخ الشعوب الاسلامية) ان سامراء اسم فارسي و ليس اسما آراميا [1] ، كما يستفاد من السطور التالية: و اذا كان هارون الرشيد قد آثر في السنوات الأخيرة من حياته ان يفزع الى الرقة، البلدة الريفية الواقعة على الفرات، اجتنابا لصخب بغداد، فقد عزم المعتصم على ان ينشىء سنة 836 مقرا جديدا لنفسه في سامراء القائمة على الضفة اليمنى من دجلة (الصحيح على الضفة اليسرى) على مسافة مائة كيلو مترا الى شمال بغداد. و لعل الأذن العربية توهمت ان الأسم الفارسي يخفي في طياته نذير شوم فحرّف في الاستعمال الرسمي الى «سر من رأى» .
و ربما يكون بروكلمان قد استمد هذا الرأي من دائرة المعارف الأسلامية (غير المختصرة-1913) [2] . فقد جاء فيها ان شكل الأسم الأصلي قد يكون ايرانيا.
و ان هذا الافتراض يستند عن كون الأسم قريبا من «سام راه» و «سايي أمورا» أو «سار مورا» ، و معنى الأسمين الأخيرين «مكان دفع الجزية» .
و في فصل خاص يفرده لسامراء المستر سيتون لويد، خبير مديرية الآثار العراقية القديمة مدة من الزمن، في كتابه عن (المدن الأثرية القديمة في العراق) [3] يورد السبب المعروف عن كيفية بناء المعتصم مدينة سامراء و يقول ان المعتصم أخذ يطوف في دجلة لاتخاذ المحل المناسب فاقلع مصعدا في دجلة حتى وصل الى هضبة مستوية ترتفع عن ضفته اليسرى بعدة أمتار، عن مسافة قصيرة من موقع سد نمرود. و كان يقوم هنا دير من الأديرة، فكانت أول خطوة يخطوها أنه استشار رهبان هذا الدير في الأمر و سألهم عن اسم الموقع. فكان جوابهم
[1] اجرى الدكتور مصطفى جواد تحقيقا واسعا حول اسم سامراء في صدر هذا الجزء و هو يختلف مع ما ذهب اليه اكثر المحققين، و ان عليه المعول في اسم سامراء. الخليلي