إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ[1] مع ما ثبت أنّ الجنّ و الشّياطين أجسام شفّافة قادرون على التّشكّل (فربما تشكّل) [2] بشكل لا تراه أعين النّاظرين؛ فكيف يصحّ أن يكون من المقتولين؟
قلنا: قد ثبت أنّ اللّه على كلّ شيء قدير، فجاز إذا انتهت مدّته و حان وقته أن يمنعه اللّه تعالى من تلك القوّة الّتي يتشكّل بها، و يقسره [3] على شكل يصحّ أن يقع عليه القتل به، و الآية لم تدلّ على نفي رؤيته أبد الآبدين؛ على أنّه قد ورد مثل ذلك من طريق العامّة و الخاصّة.
أمّا [أوّلا] [4]: فقد ذكر صاحب الكشّاف [5] في كتابه عند تفسيره لسورة النّجم ما صورته: إنّ العزّى كانت لغطفان [6]- و هي شجرة [7] و أصلها تأنيث الأعزّ- و بعث إليها رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) خالد بن الوليد فقطعها، فخرجت شيطانة ناشرة شعرها، واضعة يدها على رأسها، داعية ويلها؛ فجعل يضربها بالسّيف حتّى قتلها و هو يقول:
يا عزّ [كفرانك] [8]لا سبحانك * * * إنّي رأيت اللّه قد أهانك