عن أعدائه، و إظهارهم بعد الغيبة لأوليائه [1]، أ ما علموا أنّ اللّه تعالى أخفى شخص إبراهيم (عليه السلام) و ولادته في زمن نمرود (حتّى كان نمرود) [2] يقتل أولاد رعيّته في طلبه، فلمّا علم اللّه حصول المصلحة في إظهاره أظهره [3] اللّه تعالى كما هو المشهور في قصّته، ثمّ أنجاه من النّار بقدرته [4].
و كذلك موسى (عليه السلام) و حكايته مشهورة [5]، و في القرآن المجيد مذكورة [6].
و كذا يوسف (عليه السلام) مع قرب موضعه من أبيه، و ظهوره بعد خفائه. [7]
[1]- في كمال الدّين: 480 ح 6 عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ للقائم منّا غيبة يطول أمدها.
فقلت له: يا ابن رسول اللّه و لم ذلك؟
قال: لأنّ اللّه عزّ و جلّ أبى إلّا أن تجري فيه سنن الأنبياء في غيباتهم، و إنّه لا بدّ له- يا سدير- من استيفاء مدد غيباتهم؛ قال اللّه تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ [الانشقاق: 19] أي سنن من كان قبلكم.
[7]- قال الصّدوق (رحمه الله) في كمال الدّين: 141: «و أمّا غيبة يوسف (عليه السلام): فإنّها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها و لم يكتحل و لم يتطيّب و لم يمسّ النّساء حتّى جمع اللّه ليعقوب شمله، و جمع بين يوسف و إخوته و أبيه و خالته؛ كان منها ثلاثة أيّام في الجبّ، و في السّجن بضع سنين، و في الملك باقي سنيه».
انظر كمال الدّين: 141- 145 (باب في غيبة يوسف (عليه السلام)) و تفصيل قصصه (عليه السلام) في قصص الأنبياء: 127- 138، و البحار: 12/ 216- 339 (باب قصص يعقوب و يوسف (عليهما السلام)).