و قد راينا جماعة قاصرين أعيتهم الحيلة فى تحصيل الفنّ فاخذوا يطعنون على الاصوليّين و مع ذلك يفتون و يقضون بل راينا ممّن لم يحصّل صنف فى الفقه كتابا جريا على المثل السّائر

الثانى ذكر بعض الاعلام المشاهير ان الملكة القدسيّة يتضمّن امورا

الاوّل استقامة السّليقة

فان آفة هذه القوّة اعوجاجها و البصيرة كالبصر و آفتها كافته و لها مرتبتان ذاتيّة لا تزول الّا بالرّياضات الشاقّة احيانا و عرضيّة كسبيّة كسبق شبهة اعجبته و اغفلته فهى نظير الخضرة و الصّفرة المرئيّة فى الاجسام بعد ان لاحظت العين زمانا نورا أصفر و اخضر و تأثّرت منه فتكليفه حينئذ الرّجوع الى افهام اهل الفنّ كما يرجع الى اولى الابصار السّليمة الغير المتأثّرة و ربما يلقى الشيطان فى روعه و ينفث فى قلبه فيحسب الاعوجاج استنباطا و العرض على الافهام السّالمة السّامية تقليدا و هذا غرور مهلك‌

الثانى ان لا يكون بحّاثا محبّا للاعتراض متشوّق النفس الى الردّ و الاعتراض‌

كالكلب العقور كما يشاهد فى كثير من النّاس فمثل ذا القلب لا يهتدى الى شى‌ء و لا يكاد يعرف الحقّ و ربما راينا بعض الفضلاء الزاهدين البالغين‌