و الظاهر: أنّ تغليطه هنا كان كأكثر تغاليطه، فإنّ كلام الجوهري في «الصحاح» هذا:
و الكتّاب الكتبه، و الكتّاب أيضا و المكتب واحد [2]، انتهى.
و ما ذكره مطابق لنصّ أكثر أعلام اللغة كالخليل، و الصاحب بن عباد، و القاضي نشوان بن اسماعيل في «شمس العلوم» [3]، و العلّامة الزمخشري في «الأساس»، و غيرهم.
قال الخليل في كتاب «العين»: المكتب المعلّم، [و] الكتّاب مجمع صبيانه [4].
و قال الزمخشري: و سلّم ولده في المكتب، و الكتّاب، و ذهب الصبيان إلى المكاتب و الكتاتيب، و قيل: الكتّاب: الصبيان لا المكان [6].
و قال السنجري: في «المهذّب»: الكتاب دبرالستان قال المكتب دبراستان 7.
نعم؛ نقل الأزهري ما نقل الخليل من الليث، لم نقل الإعراض عليه عن المبرّد بقوله:
المكتب المعلم و المكتب موضع التعليم و الكتّاب الصبيان، و من جعل الموضع الكتّاب فقد أخطأ 8، انتهى.
فظهر تغليطه غلط.
ثمّ قوله: و جمع كاتب 9 تكرار محض، و عدم تعرّضه لكونه بمعنى الصبيان- كما ذكره غيره 10- قصور، فليفهم.
و في «القاموس» أيضا: قرشه و يقرشه و يقرشه قطعه و جمعه من هاهنا و هاهنا و ضم بعضه إلى بعض، و منه قريش لتجمعهم إلى الحرم- إلى أن قال- و أقرش سعى به و وقع فيه 11،