و احترازا عن صورة الدعاء على نفسه كما في آية اللعان [1] و نحوها.
و ربّما احتمل أنّ وجه الإيراد عدم ذكر العاطف.
و فيه: أنّه لا وجه حينئذ لاختيار هذا المثال الشاذّ على سائر الأمثال المعروفة فليفهم.
و منها: عدم جواز «لاه» بتعريته عن حلية التعريف عند بعض [2]، أو حذف العوضين عند آخرين 3- كما يقال في الناس من اناس ناس- إلّا مع الميم كقول عبد المطلب رضى اللّه عنه: «لا همّ أنّ المرء يمنع رجله» 4، أو الضرورة كقول العدواني:
لاه ابن عمّك، لا افضلت في حسب * * * [عنّي و لا أنت ديّاني فتخزوني] 5
فقول بعضهم: لاه أبوك- بالكسر- أي للّه 6، شاذّ.
و منها: أنّه أشهر و أشرف أسمائه تعالى حتى ذهب الأكثر إلى أنّه الاسم الأعظم 7.
و منها: اختصاصه به تعالى 8، بحيث لم يطلق و لا يطلق على غيره حقيقة و لا مجازا كلفظ «خداى» عند الفرس بمعنى «خودآى» أي: الجائي بنفسه، و كلفظ «رام» عند الهنود، و كلفظ «ملنكر» 9 عند الحبش، و لفظ «تارى» عند الترك، إلى غير ذلك من الألفاظ المختصّة به تعالى عند الفرق.
و قيل: اختصاص الرحمن به أيضا 10، يدلّ عليه قول الصادق (عليه السلام): «الرحمن اسم خاص بصفة عامة، و الرحيم اسم عام بصفة خاصّة» 11 فتدبّر.
و الرحمن و الرحيم صفتان مشتقّان من رحم بالكسر بعد ما نقل إلى الضمّ بنيا على