responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقامع الفضل نویسنده : البهباني، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 585

أَنْ تَضِلُّوا [1] كما ذكره جمع من المفسّرين [2]، و «أَوْ يُحٰاجُّوكُمْ» صلة «يُؤْتىٰ»، و «أَوْ» بمعنى إلى، أي: إلى أن يحاجّوكم، و جملة «قُلْ إِنَّ الْهُدىٰ» معترضة، و المعنى- و اللّه يعلم-: أنّه احتال طائفة من أهل الكتاب في ردّ المسلمين إلى الكفر فقال بعضهم لبعض: آمنوا بمحمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في أوّل النهار من غير اعتقاد، ثمّ أظهروا الكفر في آخره قائلين و معتذرين إنّا نظرنا في كتابنا و باحثنا علماءنا فوجدنا محمّدا (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) ليس بذلك المنعوت في كتبنا فظهر لنا كذبه، لعلّ المسلمين إذا رأوا ذلك منكم شكّوا و قالوا ما رجعوا و هم أحبار؛ قد آمنوا باختيار من غير طمع و لا اضطرار إلّا لأمر ظهر عليهم في بطلان الإسلام فرجعوا إلى الكفر، وَ لٰا تُؤْمِنُوا أي: و لا تعتقدوا و لا تصدّقوا لأحد يدّعي النبوّة إِلّٰا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ و هو موسى (عليه السلام) فإنّ كلّ نبيّ تابع لدينه متديّن بما جاء به من عند ربّه.

و يحتمل أن يكون الكلام على القلب كما في قوله: «عرضت الناقة على الحوض»، و «كما طيّنت بالفدن السياعا» [3] على المشهور، أي إلّا لمن تبعتم دينه.

و بالجملة؛ لٰا تُؤْمِنُوا إلّا لموسى و ابقوا على اليهوديّة و التمسك بالسبت أبدا كراهة أَنْ يُؤْتىٰ أَحَدٌ، و لئلّا يؤتى أحد محمّدا و المسلمون مِثْلَ مٰا أُوتِيتُمْ من الجاه و الاعتبار إذ يصير إيمانكم بدينهم سببا لتقويتهم و علوّ كلمتهم.

«أَوْ يُحٰاجُّوكُمْ» أي لئلّا يؤتى أحد مرتبتكم أو إلى يوم يحاجّوكم عند اللّه يعني: يوم القيامة، و المراد استئثار الدولة الفانية على العزّة الباقية و عزّة الدنيا مع نار الآخرة، كما في المثل السائر: «النار و لا العار» [4]، قُلْ يا محمّد!: «إِنَّ الْهُدىٰ»


[1] نساء (4): 176.

[2] تفسير روح البيان: 2/ 335، تفسير فخر رازى: 11/ 123، تفسير بيضاوى: 1/ 252، تفسير تبيان:

3/ 410.

[3] تاج العروس: 21/ 245.

[4] صبح الاعشى: 1/ 533.

نام کتاب : مقامع الفضل نویسنده : البهباني، الشيخ محمد علي    جلد : 1  صفحه : 585
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست