مقتضى اخفاى آن باشد، يا آنكه در شقّ القمر- بنابر اشهر- در بلاد بعيده ديده شده.
و ممّا يموّه به بعض المتشبثين بأذيال الفلاسفة أنّ الإعجاز في شقّ القمر إنّما هو بالتصرّف في أبصار الخلائق حتّى يخيّل إليهم أنّه قد انشقّ و ان لم يكن كذلك في الواقع، و فرّقوا بينه و بين السحر بأنّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يتصرّف في باصرة الداني و القاصي على حدّ سواء و الساحر لا يقدر على التصرّف في باصرة القاصي [1].
أقول: إذا اقترحت الامّة على من يدّعي النبوّة أن يشقّ لهم القمر و كان ذلك محالا في نفسه فخطف أبصارهم و خيّل إليهم أنّه قد شقّ لهم أ فليس يكون ذلك تلبيسا منه و تدليسا عليهم؟!! و هذا لا يليق بآحاد الامّة فضلا عن الأنبياء، بل الواجب عليه أن يشقّه لهم إن كان التصرّف في الفلكيّات محالا عاديّا، لأن الإعجاز إنّما يكون بخرق العادات، و إن كان محالا عقليّا كان الواجب عليه أن يقول لهم: هذا لا يكون، كما لو اقترحوا عليه أن يجمع بين النقيضين، أو يوجد للواجب شريكا.
و ممّا يموّهون به أيضا؛ أنّهم إذا وجدوا في كلام صاحب الشريعة الشريفة ما لا ينطبق على اصول الفلاسفة السخيفة أخرجوه عن معناه الأصلي الحقيقي إلى المجازات و التأويلات، كما أوّلوا حدوث العالم بحمله على الحدوث الذاتي [2]، و أخرجوه عمّا أراده الشارع من سبق وجوده بالعدم الصريح.
و استندوا في ذلك إلى أنّ النقل قابل للتأويل بخلاف العقل، و إلى قول النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «امرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم» [3] و لم يعلموا أنّ النقل