أيا علماء الهند إنّي سائل * * * فمنّوا بتحقيق به يظهر السرّ
أرى فاعلا بالفعل إعراب لفظه * * * يجرّ و لا حرف يكون به الجرّ
و ليس بمحكيّ و لا بمجاور * * * لذي الخفض و الإنسان للبحث يضطرّ
فهل من جواب عندكم أستفيده * * * فمن بحركم ما زال يستخرج الدرّ [1]؟
و استشهد الجوهري في «الصحاح» ببيت طرفة، على أنّ الصنّبر بكسر الباء و تشديد النون البرد، فجعل الكسرة أصلية لا منقولة، و جوّز أن يكون «الباء» ساكنة في الأصل حرّكت بالكسر للضرورة [2]، فيكون اللغز على توجيه ابن جنّي.
و قوله: «ليس بمحكيّ» إشارة إلى أنّ الإعراب قد يقدّر في «المحكيّ» كقولك: من زيدا بالنصب لمن قال: رأيت زيدا، أو بالجرّ للقائل: مررت بزيد، او بالرفع لمن قال: جاء زيد، ف«من» مبتداء مبنيّ و المحكيّ خبر مرفوع تقديرا، و قد يستغنى عن الخبر بحرف إعراب يلحق لفظ «من» ليدلّ على إعراب المحكي فيقال: منو و منا و مني، و فيه اللغز:
ما حرف إعراب لمبني و قد * * * ناب عن اسم حلّ في المكان [3]
و حكى يونس إعراب «من» الاستفهاميّة في قول بعض العرب: ضرب من منّا بالرفع و النصب لمن قال: ضرب رجل رجلا.