responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 15

رأيه في النقد:

و ابن فارس يلم أيضاً بالحياة الأدبية في عصره، و لا يتزمّت كما يتزمّت كثير من اللغويين الذين ينصرفون عن إِنتاج معاصريهم و لا يقيمون له وزناً، فهو يصغى إلى نشيدهم و يروى لكثير منهم، و ينتصر للمحسن و ينتصف له من المتعصبين الجامدين، الذين يزيِّفون شعر المحدَثين و يستسقطونه.

و إِليك فصلًا من رسالة له كتبها لأبى عمرو محمد بن سعيد الكاتب [1]؛ لتستبينَ مذهبه ذلك، و تلمس أسلوبه الفنى الأدبى:

«ألهمك اللّٰه الرشاد، و أصْحَبَك السداد، و جنَّبك الخلافَ، و حبب إِليك الإِنصافَ. و سبب دعائى بهذا لك إنكارك على أبى الحسن محمد بن على العجلى تأليفه كتاباً في الحماسة و إعظامُك ذلك. و لعله لو فعل حتى يُصيبَ النرض الذي يريده، و يَرِد المنهل الذي يؤمُّه، لَاستدركَ من جيّد الشعر و نقيِّه، و مختاره و رضيِّه، كثيراً مما فات المؤلِّف الأول. فماذا الإنكار، و لَمه هذا الاعتراضُ، و من ذا حَظَر على المتأخِّر مضادَّة المتقدِّم، و لمه تأخذ بقول من قال: ما ترك الأول للآخر شيئاً، و تدع قول الآخر:

* كم ترك الأوَّل للآخِر*

و هل الدُّنيا إلا أزمان، و لكل زمان منها رجال. و هل العلوم بعد الأصول المحفوظة إِلا خطرات الأوهام و نتائج العقول. و مَن قصر الآداب على زمانٍ‌


[1] يتيمة الدهر (2: 214- 218).

نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست