responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 16

معلوم، و وقفها على وقت محدود؟! و لمه لا ينظر الآخر مثلما نظر الأوَّل حتى يؤلف مثلَ تأليفه، و يجمع مثل جمعه، و يرى في كل مثل رأيه. و ما تقول لفقهاء زماننا إذا نزلت بهم من نوادر الأحكام نازلة لم تخطر على بال مَن كان قبلهم. أو ما علمت أن لكل قلب خاطراً، و لكل خاطر نتيجة. و لمه جاز أن يقال بعد أبى تمام مثل شعره و لَمْ يجزُ أن يؤلف مثلُ تأليفه. و لمه حجرت واسعاً و حظرت مباحاً، و حرمت حلالًا و سددتَ طريقاً مسلوكاً. و هل حبيبٌ إلا واحد من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم. و لمه جاز أن يُعارَض الفقهاء في مؤلفاتهم، و أهل النحو في مصنفاتهم، و النّظار في موضوعاتهم، و أرباب الصناعات في جميع صناعاتهم، و لم يجز معارضة أبى تمام في كتابٍ شذ عنه في الأبواب التى شرعها فيه أمرٌ لا يدرك و لا يدرى قدره.

و لو اقتصر الناس على كتب القدماء لضاع علم كثير، و لذهَب أدب غزير، و لضلت أفهام ثاقبة، و لكلَّتْ ألسنٌ لِسنة، و لما توشَّى أحد بالخطابة، و لا سلك شعباً من شعاب البلاغة، و لمجت الأسماع كل مردود مكرر، و لَلَفظت القلوب كل مرجَّع ممضَّغ. و حَتَّامَ لا يسأم:

* لو كنتُ من مازن لم تستبح إبلى* * * * * صفَحْنا عن بَنى ذَهل*

و إلى متى و لمه أنكرت على العجلىّ معروفاً، و اعترفت لحمزة بن الحسين ما أنكره على أبى تمام، فى زعمه أن في كتابه تكريراً و تصحيفاً، و إيطاءً و إِقواءً، و نقلا لأبياتٍ عن أبوابها إِلي أبوابٍ لا تليق بها و لا تصلح لها؛ إلى ما سوى ذلك من روايات مدخولة، و أمور عليلة. و لمه رضيت لنا بغير الرضى، و هلا حثثت على إثارة ما غيبته الدهور، و تجديد ما أخلقته الأيام، و تدوين ما نُتِجته خواطر هذا الدَّهر،

نام کتاب : معجم مقائيس اللغة نویسنده : ابن فارس    جلد : 0  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست