و في رواية: فسارّ ابن الزبير الحسين فالتفت إلينا الحسين، فقال: يقول ابن الزبير: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس، ثم قال: و اللّه لأن أقتل خارجا منها أحبّ إليّ من أن أقتل داخلا منها بشبر، و أيم اللّه لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيّ حاجتهم، و و اللّه ليعتدنّ عليّ كما اعتدت اليهود في السبت [1] .
و في تاريخ ابن عساكر و ابن كثير: لأن أقتل بمكان كذا و كذا أحبّ إليّ من أن تستحلّ بي-يعني مكة [2] -.
ثم طاف الحسين بالبيت و بين الصفا و المروة، و قصّ من شعره، و أحلّ من احرامه و جعلها عمرة [3] .
الحسين مع ابن عباس:
و في تاريخ الطبري و غيره: لما عزم على الخروج أتاه ابن عباس و قال له في ما قال: أقم في هذا البلد فانّك سيّد أهل الحجاز، فان كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب إليهم فلينفوا عاملهم و عدوّهم ثم اقدم عليهم، فان أبيت إلاّ أن تخرج؛ فسر إلى اليمن فانّ بها حصونا و شعابا، و هي أرض عريضة طويلة و لأبيك بها شيعة و أنت عن الناس في عزلة، فتكتب إلى الناس و ترسل و تبثّ دعاتك، فاني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحبّ. فقال له الحسين: يا ابن عمّ: إنّي و اللّه أعلم أنك ناصح مشفق، و قد أزمعت و أجمعت المسير، فقال له ابن عباس: فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك و صبيتك، فاني خائف أن تقتل كما قتل عثمان، و نساؤه و ولده ينظرون إليه.
[1] الطبري 6/217، و ابن الاثير 4/16، و قوله «ليعتدن علي... » في طبقات ابن سعد ح 278، و تاريخ ابن عساكر ح 664، و ابن كثير 16608.