هكذا استشهد مسلم بن عقيل، أمّا الإمام الحسين فقد استعدّ بعد تسلّمه كتاب سفيره مسلم-الآنف الذكر-للتوجّه إلى العراق، و لمّا علم ابن الزبير بقصده قال له: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها، ثم خشي أن يتّهمه فقال: أما انّك لو أقمت بالحجاز ثمّ أردت هذا الأمر هاهنا ما خولف عليك ان شاء اللّه. و لمّا خرج من عند الإمام الحسين قال الإمام: انّ هذا ليس شيء يؤتاه من الدنيا أحبّ إليه من أن أخرج من الحجاز إلى العراق، و قد علم أنّه ليس له من الأمر معي شيء و انّ الناس لم يعدلوه بي؛ فودّ أنّي خرجت منها لتخلو له [1] .
و في يوم التروية التقيا بين الحجر و الباب فقال له ابن الزبير: ان شئت أقمت فوليت هذا الأمر آزرناك و ساعدناك و نصحناك و بايعناك. فقال له الحسين: انّ أبي حدّثني أنّ بها كبشا يستحلّ حرمتها؛ فما أحبّ أن أكون ذلك الكبش. فقال له ابن الزبير: فاقم ان شئت و توليني أنا الأمر فتطاع و لا تعصى، فقال: و ما أريد هذا. ثمّ انّهما أخفيا كلامهما [2] .