كان المسلمون في عاصمتي الإسلام مكة و المدينة و عاصمتي الخلافة الكوفة و الشام يرون التمسك بالدين في طاعة الخليفة مهما كانت صفاته و في كلّ ما يأمر، و يرون في الخروج عليه شقا لعصا المسلمين و مروقا من الدين، هذه كانت حالتهم و فيهم بقية ممن رأى رسول اللّه و سمع حديثه، و فيهم التابعون باحسان، و فيهم عليّة المسلمين.
و بالقياس إلى هؤلاء، كيف كانت حال المسلمين في سائر الحواضر الإسلاميّة و بلاده النائية مثل من كان في أقاصي إفريقيا و إيران و الجزيرة العربية ممّن لم يروا رسول اللّه (ص) و لم يصاحبوا أهل بيته أو خريجي مدرسته؟أولئك المسلمين الذين كانوا يعرفون الإسلام من خلال ما يرونه في عاصمة الخلافة و بلاط الخليفة خاصة و يمثّل الإسلام في عرفهم الخليفة و سيرته!و ما أدراك ما الخليفة و ما سيرته! الخليفة الذي لا يردعه رادع من دين عن نيل ما يشتهيه!الخليفة الذي يشرب الخمر، و يترك الصلاة!و يضرب بالطنابير و يعزف عنده القيان و يلعب بالكلاب و يسمر عنده الخرّاب و الفتيان.