هذا هو الإسلام الذي كانوا يجدونه لدى خليفة اللّه و خليفة رسوله [3] .
و كان يقال للمسلمين في كل مكان: انّ التمسّك بالدين في طاعة هذا الخليفة.
إذا فقد تبيّن ان المشكلة يوم ذاك لم تكن مشكلة تسلط الحاكم الجائر كي يعالج بتبديله بحاكم عادل، بل كانت مشكلة ضياع الأحكام الإسلاميّة، و تديّن المسلمين بطاعة الخليفة مهما كانت أوامره، و رؤيتهم لمقام الخلافة، و مع هذه الحالة كان العلاج منحصرا بتغيير رؤية المسلمين هذه و عقيدتهم تلك كي تتيسّر بعد ذلك اعادة الأحكام الإسلاميّة من جديد، و كان الانسان الوحيد الذي يستطيع أن ينهض بعبء هذا التغيير هو الإمام الحسين (ع) لمنزلته من رسول اللّه (ص) و مقامه منه، و لما ورد في حقه من الآيات و الأحاديث.
كان على هذا الإنسان مع تلك الميزات أن يختار يومئذ أحد أمرين لا ثالث لهما:
[1] هكذا وصفه أماثل أهل المدينة الذين وفدوا إليه و شاهدوه من قريب مع انه برهم و أكرمهم.
[2] ذكرنا مصادر هذه الأخبار في ما سبق من هذا الكتاب.
[3] كانت عصبة الخلافة تسمي الخليفة بخليفة اللّه كما مرّت الاشارة إليه، و قد قال مروان بن أبي حفصة في وصف دفاع معن عن المنصور يوم الهاشمية:
ما زلت يوم الهاشمية معلنا # بالسيف دون خليفة الرحمن