الخليفة الشرعي بعد معاوية، يتبوّأ عرش الخلافة بحقوقها، و لو أتيح له ذلك و أصبح خليفة المسلمين ببيعتهم ايّاه لما استطاع أن يعيد إلى المجتمع الأحكام الإسلاميّة التي بدّلها الخلفاء و غيّروها باجتهاداتهم، كما لم يستطع الإمام علي (ع) أن يفعل ذلك بالنسبة إلى اجتهادات الخلفاء الثلاثة من قبله [1] ، و كان على الإمام الحسين لو بويع أن يقرّ أحداث معاوية-اجتهاداته-على حالها بما فيها لعن أبيه الإمام علي (ع) على جميع منابر المسلمين بالإضافة إلى اجتهادات الخلفاء السابقين، و لمّا لم يقدّر للمسلمين أن يبايعوه بالخلافة أصبحت حاله لدى المسلمين حال الحرمين الشريفين، له الحرمة في نفوسهم و لكنّهم انتهكوها في سبيل طاعة الخليفة. و صحّ ما قال له الفرزدق في هذا الصدد (قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني أميّة) .
في ضوء الدراسات السابقة نستطيع أن نعرّف مشكلة ذلك العصر كما يلي.
[1] راجع قبله، شكوى الإمام علي من تغيير الولاة قبله أحكام الإسلام بباب: «شكوى الإمام علي (ع) من تغيير السنّة النبوية» في الجزء الثاني من هذا الكتاب.