الطاعة في ما تقرر بينهما و يقال: بايعه عليه مبايعة أي: عاهده عليه، قال اللّه تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ يُبََايِعُونَكَ إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اَللََّهَ يَدُ اَللََّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ... الفتح/10.
و أوّل بيعة أخذها رسول اللّه من المسلمين في العقبة الأولى كانت على الإسلام.
و الثانية: البيعة الثانية الكبرى أيضا بالعقبة بايعهم على الحرب لإقامة المجتمع الإسلامي.
و سمّيت البيعة الأولى بيعة النساء لأنّ البيعة كانت على الإسلام دون ما قتال.
و البيعة الثالثة: أخذها تحت الشجرة في الحديبيّة عند ما ندب الناس إلى العمرة، فخرجوا محرمين للعمرة، و لمّا صدّتهم قريش عن البيت و تهيّأت للقتال، تبدّلت السفرة من العمرة إلى القتال و كانت الحالة الثانية مخالفة لما انتدبهم إليها فاقتضت الحالة أن يأخذ منهم البيعة على العمل الجديد و غير المعهود، و فعل ذلك و أعطت البيعة ثمرها في إرعاب أهل مكّة.
و على ما ذكرنا قامت البيعة الأولى: على الإسلام دون ما قتال، و الثانية:
على إقامة الدولة الإسلاميّة و القتال من أجلها، و الثالثة: البيعة على القتال في تلك السفرة. هذا ما كان في سيرة رسول اللّه (ص) من أمر البيعة. و ورد في حديثه (ص) أنّه كان يأخذ البيعة على الطاعة في ما يستطيعون و لم يكن يبايع الغلام غير البالغ شرعا.
و يتّضح لنا من دراسة سيرة الرسول (ص) أنّ للبيعة ثلاثة أركان:أ- المبايع.