و نفى الصحابي أبا ذر من المدينة إلى الربذة لنشره حديث الرسول بين العباد و في البلاد
84
.
و أدلى بالخلافة إلى عبد الرحمن القرشي الزهري في وصيّته التي كتبها في مرضه بالرعاف
85
.
و عند ما توفي عبد الرحمن في حياة عثمان و قتل عثمان و لم يتسنّ له أن يولّي أحدا من قريش على الحكم عندئذ ملك المسلمون زمام أمرهم فتهافتوا على الإمام علي (ع) يبايعونه يتقدمهم سروات قريش من الصحابة بعد فقدهم زمام المبادرة، و بعد أربعة أشهر من ذلك لملمت قريش أطرافها و أقامت على الإمام عليّ حرب الجمل بقيادة أمّ المؤمنين عائشة و طلحة و الزبير لعلّها تسلب الحكم من الإمام علي (ع)
86
، و ثنّت بإقامة حرب صفين عليه للسبب نفسه و لكي تتمكن من إقامة الحربين عليه أشاعت بين المسلمين خارج المدينة بأنّ الإمام قتل الخليفة عثمان و استولى على الحكم
87
؛ و لمّا كان المسلمون خارج المدينة يأخذون معالم دينهم و أخبار سيرة الرسول (ص) و سيرة أهل بيته و أصحابه ممّن يليهم من الصحابة، و ولاتهم من رجالات قريش و حلفائها و مواليها، و لا يعلمون ما عدا القرآن من الإسلام و سيرة أهله غير ما يذيعه فيهم أولئك الرجال، و لا يملكون سبيلا للمعرفة غير ذلك؛ فقد استطاعت قريش أن تشوّش على المسلمين رؤيتهم للإمام علي (ع) ، و زاد في الطين بلّة رفع جيش معاوية المصاحف
ق (المدرستين) و راجع خبر ابن مسعود في كتاب أحاديث أمّ المؤمنين عائشة فصل (على عهد الصهرين) .