الحادثة مخالفة للعمل الّذي استنفرهم له و خرجوا من أجله، فكأنّه كان مخالفا لما عاهدهم عليه، فلذلك احتاج إلى أخذ البيعة للقيام بالعمل الجديد، و فعل ذلك و أعطى ثمره في إرعاب أهل مكّة، و حصول النتيجة المطلوبة.
و نختم البحث بستّ روايات وردت في البيعة و طاعة الإمام:1- روى ابن عمر قال: كنا نبايع رسول اللّه (ص) على السّمع و الطّاعة ثمّ يقول لنا: «فيما استطعت» [10] .
3- و في رواية، و قال جرير: قال: «قل: في ما استطعت» [12] .
4- و روى الهرماس بن زياد قال: مددت يدي إلى النبيّ (ص) و أنا غلام ليبايعني، فلم يبايعني [13] .
و عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (ص) :
«على المرء المسلم السمع و الطاعة فيما أحبّ و كره، إلاّ أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة» [14] .
[10] صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب البيعة، ح 5، و صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب البيعة على السمع و الطاعة في ما استطاع، ح 90، و سنن النسائي، كتاب البيعة، باب البيعة في ما يستطيع الإنسان.
[11] سنن النسائي، كتاب البيعة، باب البيعة في ما يستطيع الإنسان.
[13] البخاري كتاب الأحكام، باب بيعة الصغير. و سنن النسائي، كتاب البيعة، باب بيعة الغلام.
و الهرماس بن زياد، أبو حيدر البصري الباهلي: من قيس عيلان. مات باليمامة بعد المائة.
راجع ترجمته بأسد الغابة، و تقريب التهذيب.
[14] صحيح البخاري، كتاب الأحكام، باب السمع و الطاعة للإمام ما لم تكن معصية، ح 3. و صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية، ح 1839.
و سنن ابن ماجة، كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية اللّه، ح 2863. و سنن النسائي، كتاب البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية. و مسند أحمد 2/17 و 142.