و نقل [1] الشيخ أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد بن جعفر بن حيّان المعروف بأبي الشيخ في كتاب السنّة الكبيرة له أنّ الحسين أمر سعيد بن العاص أمير المدينة أن يصلّي على الحسن و قال له: «تقدّم فلو لا أنّها سنة ما قدّمت» [2]، فصلّى عليه سعيد بن العاص و دفن بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم [3]، و هذا غريب.
قلت: و رأيته أيضا في كتاب الأنساب منقولا هكذا، و هو المشهور عند الشيعة و المنقول في كتبهم [4] و اللّه أعلم.
-
موضع قبر فقال الحسن لأخيه: «إذا أنا متّ فاطلب ذلك إليها فإنّي لا أدري لعلّ ذلك كان منها حياء، فإن طابت نفسها فادفني في بيتها، و ما أظنّ القوم- يعني بني أميّة- إلّا سيمنعونك إذا أردت ذلك، فإن فعلوا فلا تراجعهم و ادفنّي في بقيع الغرقد إلى جنب أمّي فاطمة فإن لي فيمن فيه أسوة ....
و عن أبي هريرة أنّ الحسن قال لأخيه: «إذا أنا متّ فاحفر لي مع النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم و إلّا في بيت فاطمة»، فلمّا بلغ بنو أميّة أقبلوا عليهم السّلاح و قالوا: لا و اللّه لا يحفر بالمسجد قبر ...
[2]- مقاتل الطالبيين: ص 83، المستدرك للحاكم: 3/ 171: المعجم الكبير 3/ 136: 2912، التاريخ الصغير للبخاري: 1/ 129، و الثقات لابن حبّان: 3/ 68، و تاريخ دمشق: 13/ 293 و 294 و 295، تهذيب الكمال: 6/ 254، المعرفة و التاريخ للبسوي: 1/ 216 بسندين.
و قال ابن حبان: ثمّ أمر الحسين أن يحفر له في بيت عليّ و فاطمة، فبلغ ذلك بني أميّة فأقبلوا و عليهم السلاح و قالوا: و اللّه لا نتخذ القبور مساجد ...