و كان قد استأذن عائشة (رض) أن يدفن في بيتها [1] مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم فأذنت له فمنعه بنو أميّة، فحفر له بالبقيع إلى جنب أمّه فاطمة [2](عليها السلام)،
[1]- هذا الكلام لا أصل له و لا وجه، فالبيت بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم، و مع وفاته انتقل إلى ورثته، و في مقدّمة الورثة، سيّد شباب أهل الجنّة، و لا يعود إلى عائشة من البيت سوى التسع من الثمن، على أنّ الكثير من الفقهاء لا يعتقدون باستحقاق الزوجة للإرث من البيت إلّا حقّ السكن لا غير.
و ما بعده من الكلام أيضا غير صحيح فعائشة كانت مع بني أميّة في المنع من دفن ريحانة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم و قالت: لا تدفنوا في بيتي من لا أحبّ، و شتان بين كلامها و كلام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلم في سبطيه: «اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما».
و نحوه في نظم درر السمطين: ص 203، نعم ربّما يتّجه الكلام من باب آخر من باب القضايا الأخلاقيّة و العرفيّة و التسلّط.
[2]- فاطمة الزهراء بضعة المصطفى دفنت سرّا بوصيّة منها، و اختلف النّاس في موضع دفنها و لم يفصح أهل البيت في بادىء الأمر عن ذلك بتاتا لبيان مظلوميّتها، ثمّ فيما بعد صرّحوا بأنّها دفنت في بيتها و لمّا دخل قسم من البيت في المسجد بسبب توسعة المسجد فيما بعد، صار محلّ قبرها في المسجد النبوي، و أمّا القبر الذي في البقيع فهي لفاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين.
و أمّا الحسن المجتبى فكان لمعرفته بطبيعة المتحكمين باسم الإسلام على الأمّة كان قد تنبأ أنّهم سيحولون بينهم و بين دفنه عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم، و بما أن الظروف لم تكن مهيّئة لإحقاق الحقّ لذلك أوصى أن يدفنوه بالبقيع إذا منعوا من دفنه عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم.
و سيأتي قريبا نقلا عن أبي الشيخ الاصبهاني أنّه دفن عند جدّته فاطمة بنت أسد.
و في نظم درر السمطين: ص 203 و روى فائد مولى عبادل أن عبد اللّه بن عليّ أخبره و غيره ممّن مضى من أهل بيته أنّ حسن بن عليّ أصابه بطن فلما عزبه و عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة أن تأذن له أن يدفن مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و سلّم فقال: نعم حبّا و كرامة، و كان قد بقي-