فدخل عليه أخوه الحسين يعوده فقال له: «يا أخي إنّي سقيت السمّ ثلاث مرّات [1]، فلم أسق مثل هذه»، فقال له: «يا أخي و من سقاك؟» فقال له: «أنا في آخر قدم من الدنيا و أوّل قدم من الآخرة، تأمرني أن أغمز» [2].
و في رواية: قال له: «و ما سؤالك عن ذلك أتريد أن تقاتلهم؟» قال: «نعم»-
- الحسن، فكتب إليه معاوية: إن استطعت ألّا يمضي يوم يمرّ بي إلّا يأتيني فيه خبره فافعل، فلم يزل يكتب إليه بحاله حتّى توفّي، فكتب إليه بذلك، فلمّا أتاه الخبر أظهر فرحا و سرورا، حتّى سجد و سجد من كان معه.
و في الاستيعاب 1/ 389- 390: و قال قتادة و أبو بكر بن حفص: سمّ الحسن بن عليّ سمّته امرأة جعدة .. و قالت طائفة: كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها و ما بذل لها في ذلك .. عن قتادة قال: دخل الحسين على الحسن فقال: «يا أخي إنّي سقيت السمّ ثلاث مرار، لم أسق مثل هذه المرّة، إنّي لأضع كبدي» فقال الحسين: «من سقاك يا أخي؟» قال: «ما سؤالك عن هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أكلهم إلى اللّه»، و عن عمير بن إسحاق قال: كنّا عند الحسن بن عليّ فدخل المخرج ثمّ خرج فقال: «لقد سقيت السمّ مرارا و ما سقيته مثل هذه المرّة لقد لفظت طائفة من كبدي فرأيتني أقلبها بعود معي» فقال له الحسين: «يا أخي من سقاك؟» قال: «و ما تريد إليه؟ أتريد أن تقتله؟» قال:
«نعم» قال: «لئن كان الذي أظنّ فاللّه أشدّ نقمة، و لئن كان غيره ما أحبّ أن تقتل بي بريئا».
و في وفيات الأعيان: 2/ 66:
«قال القتبي: يقال إن امرأته جعدة بنت الأشعث سمّته و مكث شهرين، و إنّه ليرفع من تحته كلّ يوم كذا و كذا طست من دم، و كان يقول: «سقيت السمّ مرارا ما أصابني في هذه المرّة»، و خلف عليها رجل من قريش فأولدها غلاما فكان الصبيان يقولون له: يا ابن مسمّة الأزواج».
و لمّا كتب مروان إلى معاوية بشكاته كتب إليه أن أقبل المطي إليّ بخبر الحسن، و لمّا بلغ موته سمع تكبيرا من الخضر [اء]، فكبّر أهل الشام لذلك التكبير فقالت فاختة زوجة معاوية:
أقرّ اللّه عينك يا أمير المؤمنين ما الذي كبرت له؟ قال: مات الحسن، قالت: أعلى موت ابن فاطمة تكبّر؟، قال: و اللّه ما كبرت شماتة بموته و لكن استراح قلبي.
[1]- نظم درر السمطين: ص 202، و ذخائر العقبى: ص 141، و أسد الغابة: 2/ 15.
[2]- كذا في النسخة و في نظم درر السمطين ص 203: «أعمّر».