و هكذا سبيل كلّ متأوّل [1] فيما يتعاطاه من رأي و مذهب إذا كان له فيما يتأوله شبهة و إن كان مخطئا في ذلك [2].
-
- عليكم و أحد سيّدي شباب أهل الجنّة .. أما علمتم أنّ الخضر (عليه السلام) لمّا خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى .. إذ خفي عليه وجه الحكمة .. أما علمتم أنّه ما منّا أحد إلّا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلّا القائم الذي يصلّي روح اللّه عيسى بن مريم خلفه».
و في تاريخ دمشق 13/ 280 ح 329، أنّه قال لمالك بن ضمرة: «إنّي لمّا رأيت النّاس تركوا ذلك إلّا أهله خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض فأردت أن يكون للدين في الأرض ناع».
[1]- «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ»، كيف يقاس بين فئتين على رأس أحدهما سيّد شباب أهل الجنّة، و على رأس الثانية ابن آكلة الأكباد الّذي طالما حارب الإسلام علنا ثمّ بعد فتح مكّة أسلم كارها و لم يزل هو و كثير ممّن معه من بقيّة الأحزاب و شذوذ الشرك و النفاق يكيدون للإسلام حتّى غلبوا المسلمين على أمرهم.
[2]- هذا كلام باطل لا وجه له بتاتا، نعم إذا اجتهد الانسان في طلب الحقّ ثمّ أخطأ إصابته من غير عمد و لا تقصير فله أجر، و ذلك في غير أعراض النّاس و حقوقهم و دماءهم و حقوق الأمّة، و أمّا إذا كان طالبا للدنيا و باغيا للفتنة كما كان عليه أكثر حكّام بني أميّة و بني عبّاس و غيرهم فمصيره إلى جهنّم و ساءت مصيرا، و ذلك واضح لمن له أدنى معرفة بالسنن الإلهيّة و الآيات القرآنيّة، و من هذا المنطق حذّر عليّ (عليه السلام) المسلمين من بعده من قتال الخوارج قائلا: إنّه ليس من طلب الحقّ فأخطأه (و يقصد به الخوارج) كان كمن طلب الباطل فأصابه (و يعني به معاوية و أتباعه).
و روى المبرد في الكامل: 3/ 1164 عند ذكره أخبار الخوارج: فأوّل من خرج بعد قتل عليّ (عليه السلام) حوثرة الأسدي .. و معاوية بالكوفة حيث دخلها مع الحسن بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه .. ثمّ خرج الحسن يريد المدينة، فوجه إليه معاوية و قد تجاوز في طريقه يسأله أن يكون المتولّي لمحاربتهم، فقال الحسن: «و اللّه لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين و ما أحسب ذلك يسعني، أفأقاتل عنك قوما أنت و اللّه أولى بالقتال منهم».
و نحوه في أنساب الأشراف للبلاذري: 3/ 389، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5/ 98، و نزهة الناظر للحلواني: ص 74، و كشف الغمّة للإربلي: 2/ 199، و نثر الدرّ: 1/-