و لمّا رجع و دخل الكوفة جاءه قوم يسلّمون عليه فقال [أحدهم]: السّلام عليك يا مذلّ المؤمنين، فقال: «إنّي لم أذلّ المؤمنين و لكنّي كرهت أن أقتلهم في طلب الملك» [1].
ففي هذا الحديث دليل على أنّ إحدى الفئتين لم تخرج عن [اسم] [2] الإسلام بما كان منها في تلك الفتنة من قول أو فعل، لأنّ النبيّ (ص) جعلهم كلّهم مسلمين مع كون إحدى الطائفتين مصيبة و الأخرى مخطئة [3].
-
- فهو خير من نار جهنّم.
و في نثر الدرّ للآبي 1/ 331: و قام إليه رجل فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنبني رحمك اللّه، فإنّ رسول اللّه قد رأى بني أميّة يصعدون على منبره رجلا رجلا.
[3]- نحوه في درر السمطين: ص 196، و حساب عامة أهل الشام يختلف عن حساب رؤسائهم و قادتهم، فالعامة كانوا في جهل و كانوا حديثوا عهد بالإسلام أمّا قادتهم فلقد قال فيهم أمير المؤمنين و سيّدا شباب أهل الجنّة و عمّار بن ياسر و غيرهم أنّهم لم يسلموا قطّ بل استسلموا و أبطنوا الكفر فلمّا وجدوا عليه أعوانا طعنوا الإسلام من الداخل و باسم الإسلام.
و في فرائد السمطين ج 2 ص 78 و غيره: عن سفيان بن أبي ليلى قال: أتيت حسنا (عليه السلام) بالمدينة بعد انصرافه من عند معاوية، فقلت: السّلام عليك يا مذلّ المؤمنين! ..، قال:
حملنى على ذلك أنّي سمعت النبيّ (ص) يقول: «لا تذهب الليالي و الأيّام حتى يجتمع أمر هذه الأمّة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم، يأكل و لا يشبع، حتى لا يكون له من السماء عاذر و لا في الأرض ناصر»، فعلمت أنّ اللّه بالغ أمره .. ثمّ قال: أبشر فإنّ الدنيا تتّسع البرّ و الفاجر حتّى يبعث اللّه إمام الحقّ من آل محمّد (ص).
و في ج 2 ص 124 من فرائد السمطين: أنّه (عليه السلام) قال لمن لامه على موادعته معاوية: «و اللّه الذي عملت خير لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنّي إمامكم و مفترض الطاعة-