5- و قال (عليه السلام): «ما جمعت فوق قوتك فأنت خازن لغيرك، الويل كلّ الويل لمن ترك عياله بخير و قدم على اللّه بشرّ» [1].
6- و قال «رض»: «يا عجبا لرجل مسلم يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا، فلو كان لا يرجو ثوابا و لا يخشى عقابا لكان ينبغي أن يسارع إلى مكارم الأخلاق».
فقال له رجل: أسمعت هذا من رسول اللّه (ص)؟.
قال: «نعم و ما هو خير منه لمّا أتى بسبايا طيّء إلى رسول اللّه (ص) قامت جارية فقالت: يا محمّد إن رأيت أن تخلّي عنّي و لا تشمت بي أحياء العرب، فإنّي بنت سيد قومه، و إنّ أبي كان يحمي الذمار، و يفك العاني، و يشبع الجائع، و يطعم الطعام، و يفشي السّلام، و لم يردّ طالب حاجة قطّ، أنا ابنة حاتم الطائي.
فقال رسول اللّه (ص): هذه صفة المسلمين حقّا، لو كان أبوك حيّا [2] لترحّمنا عليه، خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارم الأخلاق» [3].
[1]- نهج البلاغة رقم (192): «يا ابن آدم ما كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك»، المئة المختارة: رقم (1)، أنساب الأشراف: ص 115 ترجمة أمير المؤمنين.
و الشطر الأوّل منه رواه الصدوق في الخصال 16: 58، و الرضي في خصائص الأئمّة 112:
116، و الفتال في روضة الواعظين 2/ 373: 1363.
و أمّا الشطر الثاني: «الويل .. بشر» فرواه القضاعي في مسند الشهاب 1/ 207- 208:
314، و جعله من حديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و هكذا في غير واحد من المصادر.
[3]- و نحوه في دلائل النبوّة للبيهقي: 5/ 341 و عنه ابن عساكر في تاريخه: 11/ 359، و رواه ابن عساكر أيضا في تاريخه بسند آخر: 36/ 445 و 69/ 202 و 203 و في هذه المصادر:
«لو كان أبوك مسلما لترحمنا»، و في بعضها: «مؤمنا»، و في بعضها: «إسلاميا»، و رواه المتقي في كنز العمّال 3/ 664: 8399 عن البيهقي و ابن النجار.