قال الامام أحمد بن حنبل (ره): لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرىء من جنونه [1].
و روى بعضهم [2] أنّ المستملي لهذا الحديث أبو زرعة الرازي و محمّد بن أسلم الطوسي.
قال الامام الشافعي (ره): في معنى هذا الحديث [3]: لا يتمّ الإيمان إلّا بخمس خصال: معرفة بالقلب، و إقرار باللسان، و عمل بالأركان، مع النيّة و السنّة.
فمن عرف اللّه بقلبه، و لم يقرّ بلسانه، كان إيمانه كإيمان اليهود حيث قال تعالى (يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)[4].
و من أقرّ بلسانه، و لم يعرف بقلبه، كان إيمانه كإيمان المنافقين (قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)[5].
و من عرف بقلبه و أقرّ بلسانه و لم يعمل بأركانه، كان إيمانه كإيمان إبليس حيث قال: رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي[6].
و من عرف بقلبه و أقرّ بلسانه و عمل بأركانه و لم ينو، كان كما قال اللّه تعالى (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ)[7].
[1]- كشف الغمّة 2/ 97 عن نثر الدر و نحوه ص 81، عيون أخبار الرضا 1/ 226 و أيضا 2/ 28: 17، الخصال الخصال 1/ 187، الأمالي للصدوق ص 221، نثر الدر 1/ 362.