قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول: حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر؟»، فقال: بلى.
قال الرضا: «فقسمة الجنّة و النّار إذا كانت على حبّه و بغضه فهو قسيم الجنّة و النّار»، فقال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك يا با الحسن أشهد أنّك وارث علم رسول اللّه (ص).
قال أبو الصلت عبد السّلام بن صالح الهروي: فلمّا رجع الرضا إلى بيته قلت له:
يا ابن رسول اللّه ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين! فقال: «يا با الصلت إنّما كلّمته من حيث هو، لقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن عليّ (ض) قال: قال لي رسول اللّه (ص): [يا عليّ] أنت قسيم الجنّة و النّار يوم القيامة، تقول للنّار: هذا لي هذا لك» [1].
قال أبو الصلت الهروي: و كنت مع عليّ بن موسى الرضا و قد دخل بنيسابور و هو على بغلة له شهباء، فغدا في طلبه العلماء من أهل البلد، و هم أحمد بن حرب، و ياسين بن النضر، و يحيى بن يحيى، و عدّة من أهل العلم، فتعلّقوا بلجامه في المربعة، فقالوا له: بحقّ آبائك الطاهرين حدّثنا بحديث سمعته من أبيك؟
فقال: «حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر/ 41/ بن محمّد الصادق قال: حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي سيّد العابدين عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي سيّد شباب أهل الجنّة الحسين بن عليّ قال: سمعت أبي سيّد العرب عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت رسول اللّه (ص):
يقول: الإيمان معرفة بالقلب، و إقرار باللسان، عمل بالأركان» [2].
[1]- نثر الدر: 1/ 364 و عنه في كشف الغمّة 3/ 99، عيون أخبار الرضا 2/ 86.
[2]- نثر الدر: 362 و هكذا الكلام التالي، و عيون أخبار الرضا بأسانيد: 1/ 226، و الخصال للصدوق: 1/ 178 بأسانيد أيضا، كشف الغمّة 3/ 97 عن نثر الدر، المؤتلف و المختلف للدار قطني 2/ 1115.