و من عرف بقلبه و أقرّ بلسانه و عمل بأركانه و نوى و لم يكن على السنّة، كان كمن صام رمضان في شوّال.
و من عرف بقلبه و أقرّ بلسانه و عمل بأركانه و نوى و كان على السنّة كان مؤمنا مستكمل الإيمان، فإن أصاب ذنبا فأمره إلى اللّه إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له.
و قال [الشافعي] (ره) في هذا المعنى: الايمان قول بلا عمل كفر، و عمل بلا نيّة نفاق، و نيّة بلا متابعة سنّة بدعة.
و روى الإمام عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، [عن أبيه جعفر بن محمّد]، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) قال:
«قال رسول اللّه (ص): يقول اللّه عزّ و جلّ: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبّب إليك بالنعم، و تتمقّت إليّ بالمعاصي، خيري إليك منزل، و شرّك إليّ صاعد، لا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كلّ يوم و ليلة بعمل قبيح.
يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك و أنت لا تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته».
رواه الحافظ أبو نعيم رحمه اللّه و هو من صحيفة أهل البيت (عليهم السلام) [1].
و روى [الحافظ أبو نعيم] أيضا بإسناده عن أهل البيت إلى عليّ بن أبي طالب سيّد الأولياء قال: «قال رسول اللّه (ص) سيّد الأنبياء قال: حدّثني جبريل سيّد الملائكة قال: قال اللّه تعالى: إنّي أنا اللّه لا إِلهَ إِلَّا أَنَا/ 42/ فَاعْبُدُونِ[2] فمن
[1]- صحيفة الرضا (عليه السلام): ح 4، عيون أخبار الرضا: 2/ 28 باب (31) ح 18، التدوين للرافعي: 3/ 4، ربيع الأبرار: 1/ 398، الفردوس للديلمي: 5/ 343: 8110، أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 5 و 72 و المجلس (22) ح 7، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 4/ 136 في ترجمة الرضا (عليه السلام).