و يروى عنه (عليه السلام) أنّه قال: «سألت اللّه تعالى طويلا أن يعلمني الاسم الأعظم دبر كلّ صلاة، فصليت مرّة و غلبتني عيناي فإذا برجل يقول لي: استجيب لك، فقل: اللهمّ إنّي أسألك باسمك اللّه اللّه اللّه اللّه الذي لا إله إلّا هو ربّ العرش العظيم، ثمّ قال لي: أفهمت؟ قلت: نعم»، قال علي: فما دعوت بها في شيء إلّا رأيته [ظ]، و إنّي لأرجو أن يدّخر اللّه لي [ظ] عنده الخير.
و يروى أنّه كان يقول في دعائه: «اللهمّ إنّي أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي، و تقبح في خفيّات الغيوب سريرتي، اللهمّ كما أسأت فأحسنت إليّ، فإنّ عدت فعد عليّ، إنّك أنت الحليم الغفور [ظ]» [2].
روي أنّ هشام بن عبد الملك حجّ قبل أن يستخلف، فدخل الطواف، فكان لا يصل إلى تقبيل الحجر الأسود إلّا بعد جهد جهيد، و عنّف النّاس، فدخل عليّ بن الحسين زين العابدين الطواف، فلمّا قرب من الحجر الأسود انفرج الناس له حتّى قبّله و هشام ينظر، فقال هشام للفرزدق بن غالب: يا با فارس من هذا؟
فقال: هذا عليّ بن الحسين ..
ثمّ أنشأ الفرزدق يقول:/ 31/:
هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم * * * هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء و طأته * * * و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم
[1]- نثر الدر للآبي: 1/ 338 و عنه الإربلي في كشف الغمّة: 2/ 106.
[2]- حلية الأولياء: 3/ 134 و فيه «لوائع .. خفيات العيون» و لم يرد فيه «إنّك أنت ..».
و عنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ص 326 و ابن عساكر في تاريخ دمشق 41/ 409: ح 141، و الإربلي في كشف الغمّة: 2/ 287 كل ذلك مع مغايرات.