نام کتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى نویسنده : الشيخ البهائي جلد : 1 صفحه : 23
اعتبرت من حيث كونها حكاية قول المعصوم، فلا بأس بدخولها، و ان اعتبرت من حيث كونها حكاية عمّا أدّى اليه اجتهادهم، فلا بأس في خروجها.
و الخبر يطلق على ما يرادف الحديث تارة، و على ما يقابل الإنشاء أخرى، و تعريفه على الأوّل بكلام يكون لنسبته خارج في أحد الأزمنة الثلاثة كما فعله شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه انّما ينطبق على الثاني لا على الأول، لانتقاضه طردا بنحو زيد إنسان، و عكسا بالأحاديث الإنشائية كقوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) «صلّوا كما رأيتموني أصلّي»[1]اللّهمّ الّا ان يجعل قول الرّاوي قال النبيّ
التابعيّ و نحوهما. و اخرى على ما يرادف الحديث [2] انتهى.
و على هذا فلا فرق بين الخبر و الأثر. و الظاهر أنّ المراد بالأثر هو ما جاء عن النبيّ أو أحد من الأئمّة (عليهم السلام)، أو الصحابي، أو التابعي، من قول أو فعل.
و قيل: هو ما جاء عن الصحابيّ فقط.
و يرده قول أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) لمفضّل بن عمر: اكتب و بثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلّا بكتبهم [3].
انّ آثارنا تدلّ علينا * * * فانظروا بعدنا الى الآثار
فعلى الأوّل الأثر أعمّ من الخبر، و على الثاني بالعكس، و اللّه أعلم.
قوله: كما فعله شيخنا الشهيد الثاني طاب ثراه في دراية الحديث، حيث قال: الخبر و الحديث مترادفان، و هو اصطلاحا كلام يكون لنسبته خارج في أحد الأزمنة الثلاثة، تطابقه أو لا تطابقه، و هو- أي: الخبر المرادف للحديث- أعمّ من أن يكون قول الرسول و الإمام و الصحابيّ و التابعيّ، و غيرهم من العلماء و الصلحاء و نحوهم، و في معناه فعلهم و تقريرهم. و خصّ بعضهم الحديث بما جاء عن المعصوم، و الخبر بما جاء عن غيره.