كل دفعة عشرة و أكثر، حتى اختلف الى بشر و ابراهيم ابني هارون اخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبد اللّه بن طاهر.

فما زال يختلف إليهما و الى اولادهما دهرا فاحتاج ابن طاهر الى رجل يعلم ولده و جعل ولده في حجر ابراهيم ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم ثم جعلها الف درهم و كان يعقوب قد خرج قبل ذلك الى سرّ من رأى و ذلك في ايام المتوكل فصيره عبد اللّه ابن يحيى بن خاقان عند المتوكل فضم إليه و أسنى له الرزق، ثم قال بلغني ان يعقوب مات في رجب سنة ثلاث و اربعين و مائتين. (1)

قال ابن خلكان: ابو يوسف بن اسحاق المعروف بابن السكيت صاحب كتاب اصلاح المنطق و غيره ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: حكي عن أبي عمرو بن اسحاق بن مرّار الشيباني و محمد بن مهنا و محمد بن الصبح بن السماك الواعظ و حكى عند احمد بن فرج المقري و محمد بن عجلان الاخباري و ابو عكرمة الضبي و ابو سعيد السكري و ميمون بن ابراهيم الكاتب و غيرهم.

روى ابن السكيت أيضا عن الاصمعي و أبي عبيده و الفراء و جماعة و غيرهم و كتبه جيدة صحيحة منها: اصلاح المنطق و كتاب الالفاظ و كتاب في معاني الشعر و كتاب القلب و الابدال و لم يكن له نفاذ في علم النحو، و كان يميل في رأيه و اعتقاده الى مذهب من يرى تقديم علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).

قال احمد بن عبيد، شاروني ابن السكيت في منادمة المتوكل فنهيته فحمل قولي على الحسد و أجاب ما دعي إليه من المنادمة فبينما هو مع المتوكل جاء المعتز و المؤيد، فقال المتوكل: يا يعقوب ايّما احبّ إليك ابناى هذان أمّ الحسن و الحسين؟ فغض ابن السكيت من ابنيه و ذكر الحسن و الحسين (رضي الله عنهما) بما هما أهله فأمر الاتراك فداسوا بطنه فحمل الى داره فمات بعد ذلك اليوم.

قال ابو العباس ثعلب: كان ابن السكيت يتصرف في انواع العلوم و كان ابوه‌

(1) تاريخ بغداد: 14/ 273.